كان الذي قال فيك وفيه أجود من الذي مدحنا به ضربنا ظهره وأطلنا حبسه وإن كان الذي قال فينا أجود أعطيته بكل بيت من مديحه ألف درهم وإن شاء أقلناه فقلت يا سيدي ومن أبو دلف ومن أنا حتى يمدحنا بأجود من مديحك فقال ليس هذا الكلام من الجواب عن المسألة في شئ فاعرض ذلك على الرجل قال علي بن جبلة فقال لي حميد ما ترى قلت الإقالة أحب إلى فأخبر المأمون فقال هو أعلم قال حميد فقلت لعلي بن جبلة إلى أي شئ ذهب في مدحك أبا دلف وفى مدحك لي قال إلى قولي في أبى دلف إنما الدنيا أبو دلف * بين معراه ومحتضره فإذا ولى أبو دلف * ولت الدنيا على أثره وإلى قولي فيك لولا حميد لم يكن * حسب يعد ولا نسب يا واحد العرب الذي * عزت بعزته العرب قال فأطرق حميد ساعة ثم قال يا أبا الحسن لقد انتقد عليك أمير المؤمنين وأمر لي بعشرة آلاف درهم وحملان وخلعة وخادم وبلغ ذلك أبا دلف فأضعف لي العطية وكان ذلك منهما في ستر لم يعلم به أحد إلى أن حدثتك يا أبا نزار بهذا قال أبو نزار وظننت أن المأمون تعقد عليه هذا البيت؟ أبى دلف تحدر ماء الجود من صلب آدم * فأثبته الرحمن في صلب قاسم وذكر عن سليمان بن رزين الخزاعي بن أخي دعبل قال هجا دعبل المأمون فقال ويسومني المأمون حطة عارف * أو ما رأى بالأمس رأس محمد يوفى على هام الخلائف مثل ما * يوفى الجبال على رؤس القردد ويحل في أكناف كل ممنع * حتى يذلل شاهقا لم يصعد إن التراث مسهد طلابها * فاكفف لعابك عن لعاب الأسود فقيل للمأمون إن دعبلا هجاك فقال هو يهجو أبا عباد لا يهجوني يريد حدة
(٢١٨)