أنت امرو من قريش وأخوالك بكر بن وائل فآواه قال عمرو فلم أر رجلا كان مثل عتوه رعب رعبه أتيته بجارية نفيسة وقلت تدفئه وتطيب بنفسه فوالله ما قربها ولا نظر إليها ثم أرسل إلى يوما فأتيته فقال قد أحسنت وأجملت وقد بقيت لي حاجة قلت هاتها قال تخرجني من الكوفة إلى الشأم قلت نعم وصبحنا منصور بن جمهور فذكر الوليد فعابه وذكر يزيد بن الوليد فقرضه وذكر يوسف وجوره وقامت الخطباء فشعثوا من الوليد ويوسف فأتيته فأقصصت قصتهم فجعلت لا أذكر رجلا ممن ذكره بسوء إلا قال لله على أن أضربه مائة سوط مائتي سوط ثلثمائة سوط فجعلت أتعجب من طمعه في الولاية بعد وتهدده الناس فتركه سليمان ابن سليم ثم أرسله إلى الشأم فاختفى بها ثم تحول إلى البلقاء ذكر علي بن محمد أن يوسف بن عمر وجه رجلا من بنى كلاب في خمسمائة وقال لهم إن مر بكم يزيد بن الوليد فلا تدعنه يجوز فأتاهم منصور بن جمهور في ثلاثين فلم يهايجوه فانتزع سلاحهم منهم وأدخلهم الكوفة قال ولم يخرج مع يوسف من الكوفة إلا سفيان بن سلامة ابن سليم بن كيسان وغسان بن قعاس العذري ومعه من ولده لصلبه ستون بين ذكر وأنثى ودخل منصور الكوفة لأيام خلون من رجب فأخذ بيوت الأموال وأخرج العطاء والأرزاق وأطلق من في سجون يوسف من العمال وأهل الخراج قال فلما بلغ يوسف البلقاء حينئذ بلغ خبره إلى يزيد بن الوليد * فحدثني أحمد بن زهير قال حدثنا عبد الوهاب بن إبراهيم بن يزيد بن هريم قال حدثنا أبو هاشم مخلد بن محمد ابن صالح مولى عثمان بن عفان قال سمعت محمد بن سعيد الكلبي وكان من قواد يزيد ابن الوليد يقول إن يزيد وجهه في طلب يوسف بن عمر حيث بلغه أنه في أهله بالبلقاء قال فخرجت في خمسين فارسا أو أكثر حتى أحطت بداره بالبلقاء فلم نزل نفتش فلم نر شيئا وكان يوسف قد لبس لبسة النساء وجلس مع نسائه وبناته ففتشهن فظفر به مع النساء فجاء به في وثاق فحبسه في السجن مع الغلامين ابني الوليد فكان في الحبس ولاية يزيد كلها وشهرين وعشرة أيام من ولاية إبراهيم فلما قدم مروان الشأم وقرب من دمشق ولى قتلهم يزيد بن خالد فأرسل يزيد مولى خالد يكنى
(٥٧٤)