قتل منهم يومئذ جماعة وبات عبد الرحمن بن محمد تلك الليلة بدير اليعار فأتاه فارسان فصعدا إليه فوق البيت وقام آخر قريبا منهما فخلا أحدهما بعبد الرحمن طويلا يناجيه ثم نزل هو وأصحابه وقد كان الناس يتحدثون أن ذلك كان شبيبا وأنه قد كان كاتبه ثم خرج عبد الرحمن آخر الليل فسار حتى أتى دير أبى مريم فإذا هو بأصحاب الخيل قد وضع لهم محمد بن عبد الرحمن بن أبي سبرة صبر الشعير وألقت بعضه على بعض كأنه القصور ونحر لهم من الجزر ما شاؤوا فأكلوا يومئذ وعلفوا دوابهم واجتمع الناس إلى عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث فقالوا له ان سمع شبيب بمكانك أتاك وكنت له غنيمة قد ذهب الناس وتفرقوا وقتل خيارهم فالحق أيها الرجل بالكوفة فخرج إلى الكوفة ورجع الناس أيضا وجاء فاختبى من الحجاج حتى أخذ الأمان بعد ذلك (وفى هذه السنة) أمر عبد الملك بن مروان بنقش الدنانير والدراهم (ذكر الواقدي) ان سعد بن راشد حدثه عن صالح بن كيسان بذلك قال وحدثني ابن أبي الزناد عن أبيه أن عبد الملك ضرب الدراهم والدنانير عامئذ وهو أول من أحدث ضربها قال وحدثني خالد بن أبي ربيعة عن أبي هلال عن أبيه قال كانت مثاقيل الجاهلية التي ضرب عليها عبد الملك اثنين وعشرين قيراطا إلا حبة وكان العشرة وزن سبعة قال وحدثني عبد الرحمن ابن جرير الليثي عن هلال بن أسامة قال سألت سعيد بن المسيب في كم تجب الزكاة من الدنانير قال في كل عشرين مثقالا بالشأمى نصف مثقال قلت ما بال الشأمى من المصري قال هو الذي تضرب عليه الدنانير وكان ذلك وزن الدنانير قبل أن تضرب الدنانير كانت اثنين وعشرين قيراطا إلا حبة قال سعيد قد عرفته قد أرسلت بدنانير إلى دمشق فضربت على ذلك (وفى هذه السنة) وفد يحيى ابن الحكم على عبد الملك بن مروان وولى أبان بن عثمان المدينة في رجب (وفيها) استقضى أبان بن نوفل بن مساحق بن عمرو بن خداش من بنى عامر بن لؤي (وفيها) ولد مروان بن محمد بن مروان (وأقام الحج) للناس في هذه السنة أبان بن عثمان وهو أمير على المدينة حدثني بذلك أحمد بن ثابت عمن
(٨٣)