وقال الطفيل بن عامر بن وائلة وهو ذكر قتل عبد رب الكبير وأصحابه وذهاب قطري في الأرض واتباعهم إياه ومراوغته إياهم:
لقد مس منا عبد رب وجنده * عقاب فأمسى سبيهم في المقاسم سمالهم بالجيش حتى أزاحهم * بكرمان عن مثوى من الأرض ناعم وما قطري الكفر إلا نعامة * طريد يدوى ليله غير نائم إذا فرمنا هاربا كان وجهه * طريقا سوى قصد الهدى والمعالم فليس بمنجيه الفرار وإن جرت * به الفلك في لج من البحر دائم (قال أبو جعفر) وفي هذه السنة كانت هلكة قطري وعبيدة بن هلال وعبد رب الكبير ومن كان معهم من الأزارقة ذكر سبب مهلكهم وكان سبب ذلك أن أمر الذين ذكرنا خبرهم من الأزارقة لما تشتت بالاختلاف الذي حدث بينهم بكرمان فصار بعضهم مع عبد رب الكبير وبعضهم مع قطري ووهى أمر قطري توجه يريد طبرستان وبلغ أمره الحجاج فوجه فيما ذكر هشام عن أبي مخنف عن يونس بن يزيد سفيان بن الأبرد ووجه معه جيشا من أهل الشأم عظيما في طلب قطري فأقبل سفيان حتى أتى الري ثم أتبعهم وكتب الحجاج إلى إسحاق بن محمد بن الأشعث وهو على جيش لأهل الكوفة بطبرستان أن اسمع وأطع لسفيان فأقبل إلى سفيان فسار معه في طلب قطري حتى لحقوه في شعب من شعاب طبرستان فقاتلوه فتفرق عنه أصحابه ووقع عن دابته في أسفل الشعب فتدهدي حتى خر إلى أسفله فقال معاوية بن محصن الكندي رأيته حيث هوى ولم أعرفه ونظرت إلى خمس عشرة امرأة عربية هن في الجمال والبزازة وحسن الهيئة كما شاء ربك ما عدا عجوزا فيهن فحملت عليهن فصرفتهن إلى سفيان بن الأبرد * فلما دنوت بهن منه انتحت لي بسيفها العجوز فتضرب به عنقي فقطعت المغفر وقطعت جلدة من حلقى وأختلج السيف فأضرب بها وجهها فأصاب قحف رأسها فوقعت ميتة وأقبلت بالفتيات حتى دفعتهن إلى سفيان