ذكر الخبر عن ذلك * حدثني أحمد عن علي قال كان مروان بن عبد الله بن عبد الملك عاملا للوليد على حمص وكان من سادة بنى مروان نبلا وكرما وعقلا وجمالا فلما قتل الوليد بلغ أهل حمص قتله فأغلقوا أبوابها وأقاموا النوائح والبواكي على الوليد وسألوا عن قتله فقال بعض من حضرهم ما زلنا منتصفين من القوم قاهرين لهم حتى جاء العباس ابن الوليد فمال إلى عبد العزيز بن الحجاج فوثب أهل حمص فهدموا دار العباس وانتهبوها وسلبوا حرمه وأخذوا بنيه فحبسوهم وطلبوه فخرج إلى يزيد بن الوليد وكاتبوا الأجناد ودعوهم إلى الطلب بدم الوليد فأجابوهم وكتب أهل حمص بينهم كتابا لا يدخلوا في طاعة يزيد وإن كان وليا عهد الوليد حيين قاموا بالبيعة لهما والا جعلوها لخير من يعلمون على أن يعطيهم العطاء من المحرم إلى المحرم ويعطيهم للذرية وأمروا عليهم معاوية بن يزيد بن حصين وكتب إلى مروان بن عبد الله ابن عبد الملك وهو بحمص في دار الامارة فلما قرأه قال هذا كتاب حضره من الله حاضر وتابعهم على ما أرادوا فلما بلغ يزيد بن الوليد خبرهم وجه إليهم رسلا فيهم يعقوب بن هانئ وكتب إليهم أنه ليس يدعو إلى نفسه ولكنه يدعوهم إلى الشورى فقال عمرو بن قيس السكوني رضينا بولي عهدنا يعنى ابن الوليد بن يزيد فأخذ يعقوب بن عمير بلحيته فقال أيها العشمة إنك قد فيلت وذهب عقلك إن الذي تعنى لو كان يتيما في حجرك لم يحل لك أن تدفع إليه ماله فكيف أمر الأمة فوثب أهل حمص على رسل يزيد بن الوليد فطردوهم وكان أمر حمص لمعاوية بن يزيد ابن حصين وليس إلى مروان بن عبد الله من أمرهم شئ وكان معهم السمط بن ثابت وكان الذي بينه وبين معاوية بن يزيد متباعدا وكان معهم أبو محمد السفياني فقال لهم لو قد أتيت دمشق وأنظر إلى أهلها لم تخالفني فوجه يزيد بن الوليد مسرور بن الوليد والوليد بن روح في جمع كبير فنزلوا حوارين أكثرهم بنو عامر من كلب ثم قدم على يزيد سليمان بن هشام فأكرمه يزيد وتزوج أخته أم هشام بنت هشام بن عبد الملك ورد عليه ما كان الوليد أخذه من أموالهم ووجهه إلى
(٥٦٥)