أبا الأسد في عدة من أصحابه فدخل السجن لشدخ الغلامين بالعمد وأخرج يوسف ابن عمر فضرب عنقه وقيل إن يزيد بن الوليد لما بلغه مصير يوسف إلى البلقاء وجه إليه خمسين فارسا فعرض له رجل من بنى نمير فقال يا ابن عم أنت والله مقتول فأطعني وامتنع وائذن لي حتى أنتزعك من أيادي هؤلاء قال لا قال فدعني أقتلك أنا ولا يقتلك هذه اليمانية فتغيظنا بقتلك قال مالي في واحدة مما عرضت على خيار قال فأنت أعلم ومضوا به إلى يزيد فقال ما أقدمك قال قدم منصور بن جمهور واليا فتركته والعمل قال لا ولكنك كرهت أن تلى لي فأمر بحبسه وقيل إن يزيد دعا مسلم بن ذكوان ومحمد بن سعيد بن مطرف الكلبي فقال لهما إنه بلغني أن الفاسق يوسف بن عمر قد صار إلى البلقاء فانطلقا فأتياني به فطلباه فلم يجداه فرهبا ابنا له فقال أنا أدلكما عليه فقال إنه انطلق إلى مزرعة له على ثلاثين ميلا فأخذا معهما خمسين رجلا من جند البلقاء فوجدوا أثره وكان جالسا فلما أحس بهم هرب وترك نعليه ففتشا فوجداه بين نسوة قد ألقين عليه قطيفة خز وجلسن على حواشيها حاسرات فجروا برجله فجعل يطلب إلى محمد بن سعيد أن يرضى عنه كلبا ويدفع عشرة آلاف دينار ودية كلثوم بن عمير وهانئ بن بشر فأقبلا إلى يزيد فلقيه عامل لسليمان على نوبة من نوائب الحرس فأخذ بلحيته فهزها ونتف بعضها وكان من أعظم الناس لحية وأصغرهم قامة فأدخلاه على يزيد فقبض على لحية نفسه وإنها حينئذ لتجوز سرته وجعل يقول نتف والله يا أمير المؤمنين لحيتي فما بقى فيها شعرة فأمر به يزيد فحبس في الخضراء فدخل عليه محمد بن راشد فقال له أما تخاف أن يطلع عليك بعض من قد وترت فيلقى عليك حجرا فقال لا والله ما فطنت إلى هذا فنشدتك الله إلا كلمت أمير المؤمنين في تحويلي إلى مجلس غير هذا وإن كان أضيق منه قال فأخبرت يزيد فقال ما غاب عنك من حمقه أكثر وما حبسته إلا لأوجهه إلى العراق فيقام للناس ويؤخذ المظالم من ماله ودمه ولما قتل يزيد بن الوليد الوليد بن يزيد ووجه منصور بن جمهور إلى العراق كتب يزيد بن الوليد إلى أهل العراق كتابا فيه مساوى الوليد فكان مما كتب به فيما حدثني أحمد بن زهير
(٥٧٥)