وبايع أهل الشأم يزيد بن الوليد فرضينا بولاية ثابت ورأسناه ليسير بنا على ألويتنا حتى نرد إلى أجنادنا فأمر مناديه فنادى أن قد كذبتم وليس تريدون الذي قلتم وانما أردتم أن تركبوا رؤوسكم فتغصبوا من مررتم به من أهل الذمة أموالهم وأطعمتهم وأعلافهم وما بيني وبينكم الا السيف حتى تنقادوا إلى فأسير بكم حتى أوردكم الفرات ثم أخلى عن كل قائد وجنده فتلحقون بأجنادكم فلما رأوا الجد منه انقادوا إليه وما لوا له وأمكنوه من ثابت بن نعيم وأولاده وهم أربعة رجال رفاعة ونعيم وبكر وعمران قال فأمر بهم فأنزلوا عن خيولهم وسلبوا سلاحهم ووضع في أرجلهم السلاسل ووكل بهم عدة من حرسه يحتفظون بهم وشخص بجماعة من الجند من أهل الشأم والجزيرة وضمهم إلى عسكره وضبطهم في مسيره فلم يقدر أحد منهم على أن يشد ولا يظلم أحدا من أهل القرى ولا يرزأه شيئا إلا بثمن حتى ورد حران ثم أمرهم باللحاق بأجنادهم وحبس ثابتا معه ودعا أهل الجزيرة إلى الفرض ففرض لنيف وعشرين ألفا من أهل الجلد منهم وتهيأ للمسير إلى يزيد وكاتبه يزيد على أن يبايعه ويوليه ما كان عبد الملك بن مروان ولى أباه محمد ابن مروان من الجزيرة وأرمينية والموصل وآذربيجان فبايع له مروان ووجه إليه محمد بن عبد الله بن علاثة ونفرا من وجوه الجزيرة (وفى هذه السنة) مات يزيد بن الوليد وكانت وفاته سلخ ذي الحجة من سنة 126 قال أبو معشر ما حدثني به أحمد بن ثابت عمن ذكره عن إسحاق بن عيسى عنه توفى يزيد بن الوليد في ذي الحجة بعد الأضحى سنة 126 وكانت خلافته في قول جميع من ذكرنا ستة أشهر وقيل كانت خلافته خمسة أشهر وليلتين وقال هشام بن محمد ولى ستة أشهر وأياما وقال علي بن محمد كانت ولايته خمسة أشهر واثنى عشر يوما وقال علي بن محمد مات يزيد بن الوليد لعشر بقين من ذي الحجة سنة 126 وهو ابن ست وأربعين سنة وكانت ولايته فيما زعم ستة أشهر وليلتين وتوفى بدمشق واختلف في مبلغ سنه يوم توفى فقال هشام توفى وهو ابن ثلاثين سنة وقال بعضهم توفى وهو ابن سبع وثلاثين سنة وكان يكنى أبا خالد وأمه أم ولد اسمها شاه آفريد بنت فيروز بن يزدجرد بن
(٥٩٥)