فلقيهم مسلمة في أهل الشأم فلم ينشب أن أظهره الله عليهم (وذكر أبو عبيدة) معمر بن المثنى أن الذي خرج على عبد الحميد بن عبد الرحمن بالعراق في خلافة عمر بن عبد العزيز شوذب واسمه بسطام من بنى يشكر فكان مخرجه بجوخى في ثمانين فارسا أكثرهم من ربيعة فكتب عمر بن عبد العزيز إلى عبد الحميد ألا تحركهم إلا أن يسفكوا دما أو يفسدوا في الأرض فان فعلوا فحل بينهم وبين ذلك وانظر رجلا صليبا حازما فوجهه إليهم ووجه معه جندا وأوصه بما أمرتك به فعقد عبد الحميد لمحمد بن جرير بن عبد الله البجلي في ألفين من أهل الكوفة وأمره بما أمره به عمر وكتب عمر إلى بسطام يدعوه ويسأله عن مخرجه فقدم كتاب عمر عليه وقد قدم عليه محمد بن جرير فقام بإزائه لا يحركه ولا يهيجه فكان في كتاب عمر إليه انه بلغني أنك خرجت غضبا لله ولنبيه ولست بأولى بذلك منى فهلم؟؟ أناظرك فإن كان الحق بأيدينا دخلت فيما دخل فيه الناس وإن كان في يدك نظرنا في أمرنا قلم يحرك بسطام شيئا وكتب إلى عمر قدم أنصفت وقد بعثت إليك رجلين يدارسانك ويناظرانك قال أبو عبيدة أحد الرجلين اللذين بعثهما شوذب إلى عمر ممزوج مولى بنى شيبان والآخر من صليبة بنى يشكر قال فيقال أرسل نفرا فيهم هذان فأرسل إليهم عمر أن اختاروا رجلين فاختاروهما فدخلا عليه فناظراه فقالا له أخبرنا عن يزيد لم تقره خليفة بعدك قال صيره غيري قال أفرأيت لو وليت مالا لغيرك ثم وكلته إلى غير مأمون عليه أتراك كنت أديت الأمانة إلى من ائتمتك قال فقال أنظراني ثلاثا فخرجا من عنده وخاف بنو مروان أن يخرج ما عندهم وفي أيديهم من الأموال وأن يخلع يزيد فدسوا إليه من سقاه سما فلم يلبث بعد خروجهما من عنده إلا ثلاثا حتى مات (وفي هذه السنة) أغزى عمر بن عبد العزيز الوليد بن هشام المعيطي وعمرو بن قيس الكندي من أهل حمص الصائفة (وفيها) شخص عمر بن هبيرة الفزاري إلى الجزيرة عاملا لعمر عليها (وفى هذه السنة) حمل يزيد بن المهلب من العراق إلى عمر ابن عبد العزيز
(٣١١)