فلما انتصف الليل سار الحارث فبلغ عاصما فلما أصبح سار إليه فالتقوا وعلى ميمنة الحارث رابض بن عبد الله بن زرارة التغلبي فاقتتلوا قتالا شديدا فحمل يحيى بن حضين وهو رأس بكر بن وائل وعلى بكر بن وائل زياد بن الحارث بن سريج فقتلوا قتلا ذريعا فقطع الحارث وادى مرو فضرب رواقا عند منازل الرهبان وكف عنه عاصم قال وكانت القتلى مائة وقتل سعيد بن سعد بن جزء الأزدي وغرق خازم ابن موسى بن عبد الله بن خازم وكان مع الحارث بن سريج واجتمع إلى الحارث زهاء ثلاثة آلاف فقال القاسم بن مسلم لما هزم الحارث كف عنه عاصم ولو ألح عليه لأهلكه وأرسل إلى الحارث إني راد عليك ما ضمنت لك ولأصحابك على أن ترتحل ففعل قال وكان خالد بن عبيد الله بن حبيب أتى الحارث ليلة هزم وكان أصحابه أجمعوا على مفارقة الحارث وقالوا ألم تزعم أنه لا يرد لك راية فأتاهم فسكنهم وكان عطاء الدبوسي من الفرسان فقال لغلامه يوم زرق أسرج لي برذوني لعلى ألاعب هذه الحمارة فركب ودعا إلى البراز فبرز له رجل من أهل الطالقان فقال بلغته أي كيرخر (قال أبو جعفر) الطبري رحمه الله (وحج بالناس في هذه السنة) الوليد ابن يزيد بن عبد الملك وهو ولى العهد كذلك حدثني أحمد بن ثابت عمن ذكره عن إسحاق بن عيسى عن أبي معشر وكذلك قال الواقدي وغيره وكانت عمال الأمصار في هذه السنة عمالها في التي قبلها إلا ما كان من خراسان فان عاملها في هذه السنة عاصم بن عبد الله الهلالي ثم دخلت سنة سبع عشرة ومائة ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث فمما كان فيها غزوة معاوية بن هشام الصائفة اليسرى وغزوة سليمان بن هشام ابن عبد الملك الصائفة اليمنى من نحو الجزيرة وفرق سراياه في أرض الروم (وفيها) بعث مروان بن محمد وهو على أرمينية بعثين فافتتح أحدهما حصونا ثلاثة من اللان ونزل الآخر على تومانشاه فنزل أهلها على الصلح (وفيها) عزل هشام بن عبد الملك
(٤٣١)