عبد الله بن همام السلولي فإنه قام وهو يقول الله أعطاك التي لا فوقها * وقد أراد الملحدون عوقها عنك ويأبى الله إلا سوقها * إليك حتى قلدوك طوقها فبايعه ثم تتابع الناس على البيعة * وأما الواقدي فإنه ذكر أن الوليد لما رجع من دفن أبيه ودفن خارج باب الجابية ولم يدخل منزله حتى صعد على منبر دمشق فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أيها الناس إنه لا مقدم لما أخر الله ولا مؤخر لما قدم الله وقد كان من قضاء الله وسابق علمه وما كتب على أنبيائه وحملة عرشه الموت وقد صار إلى منازل الأبرار ولى هذه الأمة الذي يحق عليه لله من الشدة على المريب واللين لأهل الحق والفضل وإقامة ما أقام الله من منار الاسلام وأعلامه من حج هذا البيت وغزو هذه الثغور وشن هذه الغارة على أعداء الله فلم يكن عاجزا ولا مفرطا أيها الناس عليكم بالطاعة ولزوم الجماعة فإن الشيطان مع الفرد أيها الناس من أبدى لنا ذات نفسه ضربنا الذي فيه عيناه ومن سكت مات بدائه ثم نزل فنظر إلى ما كان من دواب الخلافة فحازه وكان جبارا عنيدا (وفى هذه السنة) قدم قتيبة بن مسلم خراسان واليا عليها من قبل الحجاج فذكر علي بن محمد أن كليب بن خلف أخبره عن طفيل بن مرداس العمى والحسن بن رشيد عن سليمان بن كثير العمى قال أخبرني عمى قال رأيت قتيبة بن مسلم حين قدم خراسان في سنة 86 فقدم والمفضل يعرض الجند وهو يريد أن يغزو آخرون وشومان فخطب الناس قتيبة وحثهم على الجهاد وقال إن الله أحلكم هذا المحل ليعز دينه ويذب بكم عن الحرمات ويزيد بكم المال استفاضة والعدو وقما وعد نبيه صلى الله عليه وسلم النصر بحديث صادق وكتاب ناطق فقال (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) ووعد المجاهدين في سبيله أحسن الثواب وأعظم الذخر عنده فقال (ذلك بأنهم لا يصيبهم ظما ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله إلى قوله أحسن ما كانوا يعملون) ثم أخبر عمن قتل في سبيله أنه حي مرزوق فقال (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله
(٢١٤)