فإذا عصى الله ودعا إلى المعصية فهو أهل ان يعصى ويقتل أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ثم دعا الناس إلى تجديد البيعة له فكان أول من بايعه الأفقم يزيد بن هشام وبايعه قيس بن هانئ العبسي فقال يا أمير المؤمنين اتق الله ودم على ما أنت عليه فما قام مقامك أحد من أهل بيتك وان قالوا عمر بن عبد العزيز فأنت اخذتها بحبل صالح وان عمر اخذها بحبل سوء فبلغ مروان بن محمد قوله فقال ما له قاتله الله ذمنا جميعا وذم عمر فلما ولى مروان بعث رجلا فقال إذا دخلت مسجد دمشق فانظر قيس بن هانئ فإنه طال ما صلى فيه فاقتله فانطلق الرجل فدخل مسجد دمشق فرأى قيسا يصلى فقتله (وفي هذه السنة) عزل يزيد بن الوليد يوسف بن عمر عن العراق وولاها منصور بن جمهور ذكر الخبر عن عزل يوسف بن عمر وولاية منصور بن جمهور ولما استوثق ليزيد بن الوليد على الطاعة أهل الشأم ندب فيما قيل لولاية العراق عبد العزيز بن هارون بن عبد الله بن دحية بن خليفة الكلبي فقال له عبد العزيز لو كان معي جند لقبلت فتركه وولاها منصور بن جمهور * واما أبو مخنف فإنه قال فيما ذكر هشام بن محمد عنه قتل الوليد بن يزيد بن عبد الملك يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة 126 وبايع الناس يزيد بن الوليد بن عبد الملك بدمشق وسار منصور بن جمهور من البخراء في اليوم الذي قتل فيه الوليد بن يزيد إلى العراق وهو سابع سبعة فبلغ خبره يوسف بن عمر فهرب وقدم منصور بن جمهور الحيرة في أيام خلون من رجب فأخذ بيوت الأموال فأخرج العطاء لأهل العطاء والأرزاق واستعمل حريث بن أبي الجهم على واسط وكان عليها محمد بن نباتة فطرقه ليلا فحبسه وأوثقه واستعمل جرير بن يزيد بن يزيد بن جرير على البصرة وأقام منصور وولى العمال وبايع ليزيد بن الوليد بالعراق وفي كورها وقام بقية رجب وشعبان ورمضان وانصرف لأيام بقين منه وأما غير أبى مخنف فإنه قال كان منصور بن جمهور أعرابيا جافيا غيلانيا ولم يكن من أهل الدين وانما صار مع يزيد لرأيه في الغيلانية وحمية لقتل خالد فشهد
(٥٧١)