سرح مع أهل بيتك خيلا من خيلك عظيمة فتأتى الجزيرة وتبادر إليها حتى ينزلوا حصنا من حصونها وتسير في أثرهم فإذا أقبل أهل الشأم يريدونك لم يدعوا جندا من جنودك بالجزيرة ويقبلون إليك فيقيمون عليهم فكأنهم حابستهم عليك حتى تأتيهم فيأتيك من بالموصل من قومك وينفض إليك أهل العراق وأهل الثغور وتقاتلهم في أرض رفيعة السعر وقد جعلت العراق كله وراء ظهرك فقال إني أكره أن أقطع جيشي وجندي فلما نزل واسط أقام بها أياما يسيرة (قال أبو جعفر) وحج بالناس في هذه السنة عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهري حدثني بذلك أحمد بن ثابت عمن ذكره عن إسحاق بن عيسى عن أبي معشر وكذلك قال محمد بن عمر وكان عبد الرحمن عامل يزيد بن عبد الملك على المدينة وعلى مكة عبد العزيز بن عبد الله ابن خالد بن أسيد وكان على الكوفة عبد الحميد بن عبد الرحمن وعلى قضائها الشعبي وكانت البصرة قد غلب عليها يزيد بن المهلب وكان على خراسان عبد الرحمن بن نعيم ثم دخلت سنة اثنتين ومائة ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث فمن ذلك ما كان فيها من مسير العباس بن الوليد بن عبد الملك ومسلمة بن عبد الملك إلى يزيد بن المهلب بتوجيه يزيد بن عبد الملك إياهما لحربه (وفيها) قتل يزيد بن المهلب في صفر ذكر الخبر عن مقتل يزيد بن المهلب * ذكر هشام عن أبي مخنف أن معاذ بن سعيد حدثه أن يزيد بن المهلب استخلف على واسط حين أراد الشخوص عنها للقاء مسلمة بن عبد الملك والعباس ابنه معاوية وجعل عنده بيت المال والخزائن والاسراء وقدم بين يديه أخاه عبد الملك ثم سار حتى مر بفم النيل ثم سار حتى نزل العقر وأقبل مسلمة يسير على شاطئ الفرات حتى نزل الأنبار ثم عقد عليها الجسر فعبر من قبل قرية يقال لها فارط ثم أقبل حتى نزل على يزيد بن المهلب * وقد قدم يزيد أخاه نحو الكوفة فاستقبله العباس بن الوليد
(٣٣٧)