ورأس عبد الله بن صفوان ورأس عمارة بن عمرو بن حزم إلى المدينة فنصبت بها ثم ذهب بها إلى عبد الملك بن مروان ثم دخل الحجاج مكة فبايع من بها من قريش لعبد الملك بن مروان (قال أبو جعفر) وفى هذه السنة ولى عبد الملك طارقا مولى عثمان المدينة فوليها خمسة أشهر (وفى هذه السنة) توفى بشر بن مروان في قول الواقدي وأما غيره فإنه قال كانت وفاته في سنة 74 (وفيها) أيضا وجه فيما ذكر عبد الملك بن مروان عمر بن عبيد الله بن معمر لقتال أبى فديك وأمره أن يندب معه من أحب من أهل المصرين فقدم الكوفة فندب أهلها فانتدب معه عشرة آلاف ثم قدم البصرة فندب أهلها فانتدب معه عشرة آلاف فأخرج لهم أرزاقهم وأعطياتهم فأعطوها ثم سار بهم عمر بن عبيد الله فجعل أهل الكوفة على الميمنة وعليهم محمد بن موسى بن طلحة وجعل أهل البصرة على الميسرة وعليهم ابن أخيه عمر بن موسى بن عبيد الله وجعل خيله في القلب حتى انتهوا إلى البحرين فصف عمر بن عبيد الله أصحابه وقدم الرجالة في أيديهم الرماح قد ألزموها الأرض واستتروا بالبراذع فحمل أبو فديك وأصحابه حملة رجل واحد فكشفوا ميسرة عمر بن عبيد الله حتى ذهبوا في الأرض إلا المغيرة بن المهلب ومعن بن المغيرة ومجاعة بن عبد الرحمن وفرسان الناس فإنهم مالوا إلى صف أهل الكوفة وهم ثابتون وارتث عمر بن موسى بن عبيد الله فهو في القتلى قد أثخن جراحه فلما رأى أهل البصرة أهل الكوفة لم ينهزموا تذمموا ورجعوا وقاتلوا وما عليهم أمير حتى مروا بعمر بن موسى بن عبيد الله جريحا فحملوه حتى أدخلوه عسكر الخوارج وفيه تبن كثير فأحرقوه ومالت عليهم الريح وحمل أهل الكوفة وأهل البصرة حتى استباحوا عسكرهم وقتلوا أبا فديك وحصروهم في المشقر فنزلوا على الحكم فقتل عمر بن عبيد الله منهم فيما ذكر نحوا من ستة آلاف وأسر ثمانمائة وأصابوا جارية لامية بن عبد الله حبلى من أبى فديك وانصرفوا إلى البصرة (وفى هذه السنة) عزل عبد الملك خالد بن عبد الله عن البصرة وولاها أخاه بشر بن مروان فصارت ولايتها وولاية الكوفة إليه فشخص بشر لما ولى مع الكوفة البصرة إلى البصرة
(٣٤)