ابن الحجاج من بعده قال فلم تزل القدرية يحثونه على البيعة ويقولون له إنه لا يحل لك أن تهمل أمر الأمة فبايع لأخيك حتى بايع لإبراهيم ولعبد العزيز بن الحجاج من بعده (وفى هذه السنة) عزل يزيد بن الوليد يوسف بن محمد بن يوسف عن المدينة وولاها عبد العزيز بن عبد الله بن عمرو بن عثمان قال محمد بن عمر يقال إن يزيد بن الوليد لم يوله ولكنه افتعل كتابا بولايته المدينة فعزله يزيد عنها وولاها عبد العزيز بن عمر فقدمها لليلتين بقيتا من ذي القعدة (وفى هذه السنة) أظهر مروان بن محمد الخلاف على يزيد بن الوليد وانصرف من أرمينية إلى الجزيرة مظهرا انه طالب بدم الوليد بن يزيد فلما صار بحران بايع يزيد ذكر الخبر عما كان منه في ذلك وعن السبب الذي حمله على الخلاف ثم البيعة * حدثني أحمد بن زهير قال حدثنا عبد الوهاب بن إبراهيم بن خالد بن يزيد ابن هريم قال حدثنا أبو هاشم مخلد بن محمد بن صالح مولى عثمان بن عفان وسألته عما شهد مما حدثنا به فقال لم أزل في عسكر مروان بن محمد قال كان عبد الملك ابن مروان بن محمد بن مروان حين انصرف عن غزاته الصائفة مع الغمر بن يزيد بحران فأتاه قتل الوليد وهو بها وعلى الجزيرة عبدة بن رباح الغساني عاملا للوليد عليها فشخص منها حيث بلغه قتل الوليد إلى الشأم ووثب عبد الملك ابن مروان بن محمد على حران ومدائن الجزيرة فضبطها وولاها سليمان بن عبد الله بن علاثة وكتب إلى أبيه بأرمينية يعلمه بذلك ويشير عليه بتعجيل السير والقدوم فتهيأ مروان للمسير وأظهر أنه يطلب بدم الوليد وكره أن يدع الثغر معطلا حتى يحكم أمره فوجه إلى أهل الباب إسحاق بن مسلم العقيلي وهو رأس قيس وثابت بن نعيم الجذامي من أهل فلسطين وهو رأس اليمن وكان سبب صحبة ثابت إياه أن مروان كان يخلصه من حبس هشام بالرصافة وكان مروان يقدم على هشام المرة في السنتين فيرفع إليه أمر الثغر وحاله ومصلحة من به من جنوده وما ينبغي أن يعمل به في عدوه وكان سبب حبس هشام ثابتا ما قد ذكرنا قبل
(٥٩٣)