إلا بالله فقال له عقيل أعود إليك قال لا ولكن أبلغه عنى وقل له لا آمن أن يحملك قوم على غير ما تريد فتركب منا مالا بقية بعده فان شئت خرجت عنك لا من هيبة لك ولكن أكره أن أشأم أهل هذه البلدة وأسفك الدماء فيها فتهيأ ليخرج إلى جرجان (وفى هذه السنة) آمن يزيد بن الوليد الحارث بن سريج وكتب له بذلك فكتب إلى عبد الله بن عمر يأمره برد ما كان أخذ منه من ماله وولده ذكر الخبر عن سبب ذلك ذكر أن الفتنة لما وقعت بخراسان بين نصر والكرماني خاف نصر قدوم الحارث بن سريج عليه بأصحابه والترك فيكون أمره أشد عليه من الكرماني وغيره وطمع أن يناصحه فأرسل إليه مقاتل بن حيان النبطي وثعلبة بن صفوان البناني وأنس بن بجالة؟؟ الأعرجي وهدبة الشعراوي وربيعة القرشي ليردوه عن بلاد الترك فذكر علي بن محمد عن شيوخه أن خالد بن زياد البدي من أهل الترمذ وخالد بن عمرو مولى بنى عامر خرجا إلى يزيد بن الوليد يطلبان الأمان للحارث ابن سريج فقد ما الكوفة فلقيا سعيد خدينة فقال لخالد بن زياد أتدري لم سموني خدينة قال لا قال أرادوني على قتل أهل اليمن فأبيت وسألا أبا حنيفة أن يكتب لهما إلى الأجلح وكان من خاصة يزيد بن الوليد فكتب لهما إليه فأدخلهما عليه فقال له خالد بن زياد يا أمير المؤمنين قتلت ابن عمك لإقامة كتاب الله وعمالك يغشمون ويظلمون قال لا أجد أعوانا غيرهم وإني لأبغضهم قال يا أمير المؤمنين ول أهل البيوتات وضم إلى كل عامل رجالا من أهل الخبر والفقه يأخذونهم بما في عهدك قال أفعل وسألاه أمانا للحارث بن سريج فكتب له أما بعد فإنا غضبنا لله إذ عطلت حدوده وبلغ بعباده كل مبلغ وسفكت الدماء بغير حلها وأخذت الأموال بغير حقها فأردنا أن نعمل في هذه الأمة بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولا قوة إلا بالله فقد أوضحنا لك عن ذات أنفسنا فأقبل آمنا أنت ومن معك فإنكم إخواننا وأعواننا وقد كتبت إلى عبد الله بن عمر بن عبد العزيز برد ما كان اصطفى من أموالكم وذراريكم فقد ما الكوفة
(٥٩١)