آخرهم ومر سورة بيحيى بن زيد فأخذ رأسه وأخذ العنزي سلبه وقميصه وغلبه سورة على رأسه فلما قتل يحيى بن زيد وبلغ خبره الوليد بن يزيد كتب فيما ذكر هشام عن موسى بن حبيب أنه حدثه إلى يوسف بن عمر إذا أتاك كتابي هذا فانظر عجل العراق فأحرقه ثم انسفه في اليم نسفا قال فأمر يوسف خراش بن حوشب فأنزله من جذعه وأحرقه بالنار ثم رضه فجعله في قوصرة ثم جعله في سفينة ثم ذراه في الفرات وكانت عمال الأمصار في هذه السنة عمالها في السنة التي قبلها وقد ذكرناهم قبل ثم دخلت سنة ست وعشرين ومائة ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث الجليلة فمن ذلك ما كان من قتل يزيد بن الوليد الذي يقال له الناقص الوليد بن يزيد ذكر الخبر عن سبب قتله إياه وكيف قتل قد ذكرنا بعض أمر الوليد بن يزيد وخلاعته ومجانته وما ذكر عنه من تهاونه واستخفافه بأمر دينه قبل خلافته لما ولى الخلافة وأفضت إليه لم يزد من الذي كان فيه من اللهو واللذة والركوب للصيد وشرب النبيذ ومنادمة الفساق إلا تماديا وجدا تركت الأخبار الواردة عنه بذلك كراهة إطالة الكتاب بذكرها فثقل ذلك من أمره على رعيته وجنده فكرهوا أمره وكان من أعظم ما جنى على نفسه حتى أورثه ذلك هلاكه إفساده على نفسه بنى عميه ولد هشام وولد الوليد ابني عبد الملك بن مروان مع إفساده على نفسه اليمانية وهم عظم جند أهل الشأم ذكر بعض الخبر عن إفساده بنى عميه هشام والوليد حدثني أحمد بن زهير قال حدثنا على عن المنهال بن عبد الملك قال كان الوليد صاحب لهو وصيد ولذات فلما ولى الامر جعل يكره المواضع التي فيها الناس حتى قتل ولم يزل ينتقل ويتصيد حتى ثقل على الناس وعلى جنده واشتد على بنى هشام ضرب سليمان بن هشام مائة سوط وحلق رأسه ولحيته وغربه إلى عمان
(٥٣٨)