إلى مكتبكم وطاعة خليفتكم ولا ترجعوا عاصين مخالفين فيأتيكم ما تكرهون أقسم بالله لا أثقف عاصيا بعد كتابي هذا إلا قتلته إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وأخذ كلما قرأ عليهم سطرا أو سطرين قال له زحر أو جز فيقول له مولى خالد والله إني لاسمع كلام رجل ما يريد أن يفهم ما يسمع أشهد لا يعيج بشئ مما في هذا الكتاب فقال له اقرأ أيها العبد الأحمر ما أمرت به ثم ارجع إلى أهلك فإنك لا تدرى ما في أنفسنا فلما فرغ من قراءته لم يلتفت الناس إلى ما في كتابه وأقبل زحر وإسحاق بن محمد ومحمد بن عبد الرحمن حتى نزلوا قرية لآل الأشعث إلى جانب الكوفة وكتبوا إلى عمرو بن حريث أما بعد فإن الناس لما بلغهم وفاة الأمير رحمة الله عليه تفرقوا فلم يبق معنا أحد فأقبلنا إلى الأمير وإلى مصرنا وأحببنا أن لا ندخل الكوفة الا بإذن الأمير وعلمه فكتب إليهم أما بعد فإنكم تركتم مكتبكم وقبلتم عاصين مخالفين فليس لكم عندنا إذن ولا أمان فلما أتاهم ذلك انتظروا حتى إذا كان الليل دخلوا إلى رحالهم فلم يزالوا مقيمين حتى قدم الحجاج بن يوسف (وفى هذه السنة) عزل عبد الملك بكير بن وشاح عن خراسان وولاها أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد ذكر الخبر عن سبب عزل بكير وولاية أمية وكانت ولاية بكير بن وشاح خراسان إلى حين قدم أمية عليها واليا سنتين في قول أبى الحسن وذلك أن ابن خازم قتل سنة 73 وقدم أمية سنة 74 وكان سبب عزل بكير عن خراسان أن بحيرا فيما ذكر على عن المفضل حبسه بكير بن وشاح لما كان منه فيما ذكرت في رأس ابن خازم حين قتله فلم يزل محبوسا عنده حتى استعمل عبد الملك أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد فلما بلغ ذلك بكرا أرسل إلى بحير ليصالحه فأبى عليه وقال ظن بكير أن خراسان تبقى له في الجماعة فمشت السفراء بينهم فأبى بحير فدخل عليه ضرار بن حصين الضبي فقال ألا أراك مائقا يرسل إليك ابن عمك يعتذر إليك وأنت أسيره والمشرفي في يده ولو قتلك ما حبقت فيك عنز ولا تقبل منه ما أنت بموفق اقبل الصلح وأخرج وأنت على أمرك فقبل مشورته وصالح بكيرا فأرسل إليه بكير بأربعين ألفا وأخذ على بحير أن لا يقاتله وكانت تميم قد
(٣٨)