منه قال الاشفاق والله عليك ووالله ما جزعت على نفسي وعلمت أنا إن قتلناه أنك ستقتل ونقتل ولكن كان نظري لك ولو كنت أعلم أنك تسلم من القتل لقتلته قال فترك حريث إتيان المهلب وأظهر أنه وجع وبلغ المهلب أنه تمارض وأنه يريد الفتك به فقال المهلب لثابت بن قطبة جئني بأخيك فإنما هو كبعض ولدى عندي وما كان ما كان منى إليه إلا نظرا له وأدبا ولربما ضربت بعض ولدى أؤدبه فأتى ثابت أخاه فناشده وسأله أن يركب إلى المهلب فأبى وخافه وقال والله لا أجيئه بعد ما صنع بي ما صنع ولا آمنه ولا يأمنني فلما رأى ذلك أخوه ثابت قال له أما إن كان هذا رأيك فاخرج بنا إلى موسى بن عبد الله بن خازم وخاف ثابت أن يفتك حريث بالمهلب فيقتلون جميعا فخرجا في ثلثمائة من شاكريتهما والمنقطعين إليهما من العرب (قال أبو جعفر) وفى هذه السنة توفى المهلب بن أبي صفرة ذكر الخبر عن سبب موته ومكان وفاته قال علي بن محمد حدثني المفضل قال مضى المهلب منصرفه من كش يريد مرو فلما كان بزاغول من مرو الروذ أصابته الشوصة وقوم يقولون الشوكة فدعا حبيبا ومن حضره من ولده ودعا بسهام فحزمت وقال أترونكم كاسريها مجتمعة قالوا لا قال أفترونكم كاسريها متفرقة قالوا نعم قال فهكذا الجماعة فأوصيكم بتقوى الله وصلة الرحم فإن صلة الرحم تنسئ في الاجل وتثرى المال وتكثر العدد وأنهاكم عن القطيعة فإن القطيعة تعقب النار وتورث الذلة والقلة فتحابوا وتواصلوا وأجمعوا أمركم ولا تختلفوا وتباروا تجتمع أموركم إن بنى الام يختلفون فكيف ببنى العلات وعليكم بالطاعة والجماعة وليكن فعالكم أفضل من قولكم فإني أحب للرجل أن يكون لعمله فضل على لسانه واتقوا الجواب وزلة اللسان فان الرجل تزل قدمه فينتعش من زلته ويزل لسانه فيهلك اعرفوا لمن يغشاكم حقه فكفى بغدو الرجل ورواحه إليكم تذكرة له وآثروا الجود على البخل وأحبوا العرب واصطنعوا العرف فإن الرجل من العرب تعده العدة
(١٦١)