لذلك قتل الوليد فقال يزيد له ولما ولاه العراق قد وليتك العراق فسر إليه واتق الله واعلم أنى إنما قتلت الوليد لفسقه ولما أظهر من الجور فلا ينبغي لك أن تركب مثل ما قتلناه عليه فدخل على يزيد بن الوليد يزيد بن حجرة الغساني وكان دينا فاضلا ذا قدر في أهل الشأم قد قاتل الوليد ديانة فقال يا أمير المؤمنين أوليت منصورا العراق قال نعم لبلائه وحسن معونته قال يا أمير المؤمنين انه ليس هناك في اعرابيته وجفائه في الدين قال فإذا لم أول منصورا في حسن معاونته فمن أولى قال تولى رجلا من أهل الدين والصلاح والوقوف عند الشبهات والعلم بالأحكام والحدود ومالي لا أرى أحدا من قيس يغشاك ولا يقف ببابك قال لولا أنه ليس من شأني سفك الدماء لعاجلت قيسا فوالله ما عزت إلا ذل الاسلام ولما بلغ يوسف بن عمر قتل الوليد جعل يعمد إلى من بحضرته من اليمانية فيلقيهم في السجون ثم جعل يخلو بالرجل بعد الرجل من المضرية فيقول له ما عندك ان اضطرب حبل أو انفتق فتق فيقول أنا رجل من أهل الشأم أبايع من بايعوا وأفعل ما فعلوا فلم ير عندهم ما يحب فأطلق من في السجون من اليمانية وأرسل إلى الحجاج بن عبد الله البصري ومنصور ابن نصير وكانا على خبر ما بينه وبين أهل الشأم فأمرهما بالكتاب إليه بالخبر وجعل على طريق الشأم أرصادا وأقام بالحيرة وجلا وأقبل منصور حتى إذا كان بالجمع كتب إلى سليمان بن سليم بن كيسان كتابا أما بعد فان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوء فلا مرد له وان الوليد بن يزيد بدل نعمة الله كفرا فسفك الدماء فسفك الله دمه وعجله إلى النار وولى خلافته من هو خير منه وأحسن هديا يزيد بن الوليد وقد بايعه الناس وولى على العراق الحارث بن العباس بن الوليد ووجهني العباس لآخذ يوسف وعماله وقد نزل الأبيض ورائي على مرحلتين فخذ يوسف وعماله لا يفوتنك منهم أحد فاحبسهم قبلك وإياك أن تخالف فيحل بك وبأهل بيتك ما لا قبل لك به فاختر لنفسك أودع وقيل إنه لما كان بعين التمر كتب إلى من بالحيرة من قواد أهل الشأم يخبرهم بقتل الوليد ويأمرهم بأخذ يوسف وعماله وبعث بالكتب
(٥٧٢)