مائة ألف دينار فلم يقبل فأرسل إلى نصر إني لست من هذه الدنيا ولا من هذه اللذات ولا من تزويج عقائل العرب في شئ وإنما أسأل كتاب الله عز وجل والعمل بالسنة واستعمال أهل الخير والفضل فإن فعلت ساعدتك على عدوك وأرسل الحارث إلى الكرماني إن أعطاني نصر العمل بكتاب الله وما سألته من استعمال أهل الخير والفضل عضدته وقمت بأمر الله وإن لم يفعل استعنت بالله عليه وأعنتك إن ضمنت لي ما أريد من القيام بالعدل والسنة وكان كلما دخل عليه بنو تميم دعاهم إلى نفسه فبايعه محمد بن حمران ومحمد بن حرب بن جرفاس المنقريان والخليل بن غزوان العدوي وعبد الله بن مجاعة وهبيرة بن شراحيل السعديان وعبد العزيز بن عبد ربه الليثي وبشر بن جرموز الضبي ونهار بن عبد الله بن الحتات المجاشعي وعبد الله النباتي وقال الحارث لنصر خرجت من هذه المدينة منذ ثلاث عشرة سنة إنكارا للجور وأنت تريدني عليه فانضم إلى الحارث ثلاثة آلاف (وفى هذه السنة) بويع بدمشق لمروان بن محمد بالخلافة ذكر الخبر عن سبب البيعة له * حدثني أحمد قال حدثنا عبد الوهاب بن إبراهيم قال حدثنا أبو هاشم مخلد ابن محمد مولى عثمان بن عفان قال لما قيل قد دخلت خيل مروان دمشق هرب إبراهيم بن الوليد وتغيب فأنهب سليمان ما كان في بيت المال وقسمه فيمن معه من الجند وخرج من المدينة وثار من فيها من موالى الوليد بن يزيد إلى دار عبد العزيز بن الحجاج فقتلوه ونبشوا قبر يزيد بن الوليد وصلبوه على باب الجابية ودخل مروان دمشق فنزل عالية وأتى بالغلامين مقتولين وبيوسف بن عمر فأمر بهم فدفنوا وأتى بأبي محمد السفياني محمولا في كبوله فسلم عليه بالخلافة ومروان يومئذ يسلم عليه بالامرة فقال له مه فقال إنهما جعلاها لك بعدهما وأنشده شعرا قاله الحكم في السجن قال وكانا قد بلغا وولد لأحدهما وهو الحكم والآخر قد احتلم قبل ذلك بسنتين قال فقال الحكم ألا من مبلغ مروان عنى * وعمى الغمر طال بذا حنينا
(٦٠٦)