من أولئك ثم قلت لئن فعلت ذلك أصلحك الله إنه قيل لخالد بن يزيد بن معاوية إني أصبت هذا العلم قال وافقت الرجال على أهوائهم ودخلت معهم في آرائهم حتى بذلوا لي ما عندهم وأفضوا لي بذات أنفسهم فودعته وخرجت فلما كنت بآمد لقيت البرد تتبع بعضها بعضا بقتل الوليد وإذا عبد الملك بن مروان قد وثب على عامل الوليد بالجزيرة فأخرجه منها ووضع الأرصاد على الطريق فتركت البرد واستأجرت دابة ودليلا فقدمت على يزيد بن الوليد (وفى هذه السنة) عزل يزيد بن الوليد منصور بن جمهور عن العراق وولاها عبد الله ابن عمر بن عبد العزيز بن مروان ذكر الخبر عن ذلك ذكر عن يزيد بن الوليد أنه قال لعبد الله بن عمر بن عبد العزيز إن أهل العراق يميلون إلى أبيك فسر إليهم فقد وليتكها * فذكر عن أبي عبيدة قال كان عبد الله بن عمر متألها متألما فقدم حين شخص إلى العراق بين يديه رسلا وكتبا إلى قوام الشأم الذي بالعراق وخاف أن لا يسلم له منصور بن جمهور العمل فانقاد له كلهم وسلم له منصور بن جمهور وانصرف إلى الشأم ففرق عبد الله بن عمر عماله في الأعمال وأعطى الناس أرزاقهم وأعطياتهم فنازعه قواد أهل الشأم وقالوا تقسم على هؤلاء فيئنا وهم عدونا فقال عبد الله لأهل العراق إني قد أردت أن أرد فيئكم عليكم وعلمت أنكم أحق به فنازعني هؤلاء فأنكروا على فخرج أهل الكوفة إلى الجبانة وتجمعوا فأرسل إليهم قواد أهل الشأم يعتذرون وينكرون ويحلفون أنهم لم يقولوا شيئا مما بلغهم وثار غوغاء الناس من الفريقين فتناوشوا وأصيب منهم رهط لم يعرفوا وعبد الله بن عمر بالحيرة وعبيد الله بن العباس الكندي بالكوفة قد كان منصور بن جمهور استخلفه عليها وأراد أهل الكوفة إخراجه من القصر فأرسل إلى عمر بن الغضبان بن القبعثري فأتاه فنحى الناس عنه وسكنهم وزجرهم حتى تجاوزوا وأمن بعضهم بعضا وبلغ ذلك عبد الله بن عمر فأرسل إلى ابن الغضبان فكساه وحمله وأحسن
(٥٨٣)