قد غادر القوم باللحد الذي لحدوا * بدير سمعان قسطاس الموازين روى عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان قال قال عمر بن عبد العزيز من عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح ومن لم يعد كلامه من عمله كثرت ذنوبه والرضا قليل ومعول المؤمن الصبر وما أنعم الله على عبد نعمة ثم انتزعها منه فأعاضه مما انتزع منه الصبر إلا كان ما أعاضه خيرا مما انتزع منه ثم قرأ هذه الآية " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " وقدم كتابه على عبد الرحمن ابن نعيم لا تهدموا كنيسة ولا بيعة ولا بيت نار صولحتم عليه ولا تحدثن كنيسة ولا بيت نار ولا تجر الشاة إلى مذبحها ولا تحدوا الشفرة على رأس الذبيحة ولا تجمعوا بين الصلاتين إلا من عذر روى عفان بن مسلم عن عثمان بن عبد الحميد قال حدثنا أبي قال بلغنا أن فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز قالت اشتد علزه ليلة فسهر وسهرنا معه فلما أصبحنا أمرت وصيفا له يقال له مرثد فقلت له يا مرثد كن عند أمير المؤمنين فإن كانت له حاجة كنت قريبا منه ثم انطلقنا فضربنا برؤوسنا لطول سهرنا فلما انتفخ النهار استيقظت فتوجهت إليه فوجدت مرثدا خارجا من البيت نائما فأيقظته فقلت يا مرثد ما أخرجك قال هو أخرجني قال يا مرثد اخرج عنى فوالله إني لارى شيئا ما هو بالانس ولا جان فخرجت فسمعته يتلو هذه الآية " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين " قال فدخلت عليه فوجدته قد وجه نفسه وأغمض عينيه وإنه لميت رحمه الله خلافة يزيد بن عبد الملك بن مروان (وفيها) ولى يزيد بن عبد الملك بن مروان وكنيته أبو خالد وهو ابن تسع وعشرين سنة في قول هشام بن محمد ولما ولى الخلافة نزع عن المدينة أبا بكر ابن محمد بن عمرو بن حزم وولاها عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهري فقدمها فيما زعم الواقدي يوم الأربعاء لليال بقين من شهر رمضان فاستقضى عبد الرحمن
(٣٢٤)