من المقاتلة فنصب لهم الجذوع فرسخين عن يمين الطريق ويساره فصلبهم أربعة فراسخ وسبى أهلها وأصاب ما كان فيها قال على في حديثه عن شيوخه الذين قد ذكرت أسماءهم قبل وكتب يزيد إلى سليمان بن عبد الملك أما بعد فان الله قد فتح لأمير المؤمنين فتحا عظيما وصنع للمسلمين أحسن الصنع فلربنا الحمد على نعمه وإحسانه أظهر في خلافة أمير المؤمنين على جرجان وطبرستان وقد أعيى ذلك سابور ذا الأكتاف وكسرى بن قباذ وكسرى بن هرمز وأعيى الفاروق عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان ومن بعدهما من خلفاء الله حتى فتح الله ذلك لأمير المؤمنين كرامة من الله له وزيادة في نعمه عليه وقد صار عندي من خمس ما أفاء الله على المسلمين بعد أن صار إلى كان ذي حق حقه من الفئ والغنيمة ستة آلاف ألف وأنا حامل ذلك إلى أمير المؤمنين إن شاء الله فقال له كاتبه المغيرة بن أبي قرة مولى بنى سدوس لا تكتب بتسمية مال فإنك من ذلك بين أمرين إما استكثره فأمرك بحمله وإما سخت نفسه لك به فسوغكه فتكلفت الهدية فلا يأتيه من قبلك شئ إلا استقله فكأني بك قد استغرقت ما سميت ولم يقع منه موقعا ويبقى المال الذي سميت مخلدا عندهم عليك في دواوينهم فإن ولى وال بعده أخذك به وإن ولى من يتحامل عليك لم يرض منك بأضعافه فلا تمض كتابك ولكن اكتب بالفتح وسله القدوم فتشافهه بما أحببت مشافهة وتقصر فإنك إن تقصر عما أحببت أحرى من أن تكثر فأبى يزيد وأمضى الكتاب وقال بعضهم كان في الكتاب أربعة آلاف ألف (قال أبو جعفر) وفي هذه السنة توفى أيوب بن سليمان بن عبد الملك فحدثت عن علي بن محمد قال حدثنا علي بن مجاهد عن شيخ من أهل الري أدرك يزيد قال أتى يزيد بن المهلب الري حين فرغ من جرجان فبلغه وفاة أيوب بن سليمان وهو يسير في باغ أبى صالح على باب الري فارتجز راجز بين يديه فقال إن يك أيوب مضى لشأنه * * * فإن داود لفى مكانه يقيم ما قد رال من سلطانه (وفى هذه السنة) فتحت مدينة الصقالبة (وفيها) غزا داود بن سليمان بن
(٣٠٣)