فنزل الراهب فاحتفر ذلك البول ثم احتمله فرمى به في دجلة وذلك بعين الحجاج فقال على به فأتى به فقال ما حملك على ما صنعت قال نجد في كتبنا أنه يبنى في هذا الموضع مسجد يعبد الله فيه ما دام في الأرض أحد يوحده فاختط الحجاج مدينة واسط وبنى المسجد في ذلك الموضع (وفى هذه السنة) عزل عبد الملك فيما قال الواقدي عن المدينة أبان بن عثمان واستعمل عليها هشام بن إسماعيل المخزومي * وحج بالناس في هذه السنة هشام بن إسماعيل حدثني بذلك أحمد بن ثابت عمن حدثه عن إسحاق بن عيسى عن أبي معشر وكان العمال في هذه السنة على الأمصار سوى المدينة هم العمال الذين عليها في السنة التي قبلها وأما المدينة فقد ذكرنا من كان عليها فيها ثم دخلت سنة أربع وثمانين ذكر ما كان فيها من الاحداث (ففيها) كانت غزوة عبد الله بن عبد الملك بن مروان الروم ففتح فيها المصيصة كذلك ذكر الواقدي (وفيها) قتل الحجاج أيوب بن القرية وكان ممن كان مع ابن الأشعث وكان سبب قتله إياه فيما ذكر أنه كان يدخل حوشب بن يزيد بعد انصرافه من دير الجماجم وحوشب على الكوفة عامل للحجاج فيقول حوشب انظروا إلى هذا الواقف معي وغدا أو بعد غد يأتي كتاب من الأمير لا أستطيع إلا نفاذه فبينا هو ذات يوم واقف إذ أتاه كتاب من الحجاج أما بعد فإنك صرت كهفا لمنافقي أهل العراق ومأوى فإذا نظرت في كتابي هذا فابعث إلى بابن القرية مشدودة يده إلى عنقه مع ثقة من قبلك فلما قرأ حوشب الكتاب رمى به إليه فقرأه فقال سمعا وطاعة فبعث به إلى الحجاج موثقا فلما دخل على الحجاج قال له يا ابن القرية ما أعددت لهذا الموقف قال أصلح الله الأمير ثلاثة حروف * كأنهن ركب وقوف * دنيا وآخرة ومعروف * قال اخرج مما قلت قال أفعل أما الدنيا فمال حاضر يأكل منه البر والفاجر وأما الآخرة فميزان عادل ومشهد ليس فيه باطل
(١٨٥)