عليه وعذبه عذابا شديدا لا يكلمه كلمة ثم ارتحل به حتى إذا كان ببعض الطريق بعث إليه زيد بن تميم القيني بشربة سويق حب رمان مع مولى له يقال له سالم النفاط فبلغ يوسف فضرب زيدا خمسمائة سوط وضرب سالما ألف سوط ثم قدم يوسف الحيرة فدعا به وبإبراهيم ومحمد ابني هشام فبسط على خالد فلم يكلمه وصبر إبراهيم بن هشام وخرع محمد بن هشام فمكث خالد يوما في العذاب ثم وضع على صدره المضرسة فقتله من الليل ودفن بناحية الحيرة في عباءته التي كان فيها وذلك في المحرم سنة 126 في قول الهيثم بن عدي فأقبل عامر بن سهلة الأشعري فعقر فرسه على قبره فضربه يوسف سبعمائة سوط (قال أبو زيد) حدثني أبو نعيم قال حدثني رجل قال شهدت خالدا حين أتى به يوسف فدعا بعود فوضع على قدميه ثم قامت عليه الرجال حتى كسرت قدماه فوالله ما تكلم ولا عبس ثم على ساقيه حتى كسرتا ثم على فخذيه ثم على حقويه ثم على صدره حتى مات فوالله ما تكلم ولا عبس فقال خلف بن خليفة لما قتل الوليد بن يزيد لقد سكنت كلب وأسباق مذحج * صدى كان يزقو ليله غير راقد تركن أمير المؤمنين بخالد * مكبا على خيشومه غير ساجد فإن تقطعوا منا مناط قلادة * قطعنا به منكم مناط قلائد وإن تشغلونا عن ندانا فإننا * شغلنا الوليد عن غناء الولائد وإن سافر القسري سفرة هالك * فإن أبا العباس ليس بشاهد وقال حسان بن جعدة الجعفري يكذب خلف بن خليفة في قوله هذا إن امرءا يدعى قتل الوليد سوى * أعمامه لملء النفس بالكذب ما كان إلا امرءا خانت منيته * سارت إليه بنو مروان بالعرب وقال أبو محجن مولى خالد سائل وليدا وسائل أهل عسكره * غداة صبحه شؤبوبنا البرد هل جاء من مضر نفس فتمنعه * والخيل تحت عجاج الموت تطرد من يهجنا جاهلا بالشعر ننقضه * بالبيض إنا بها نهجو ونفتئد
(٥٦٣)