ابن عمر الواقدي قال حدثنا عبد الله بن جعفر وغيره من أصحابنا قالوا استعمل عبد الله بن الزبير جابر بن الأسود بن عوف الزهري على المدينة فدعا الناس إلى البيعة لابن الزبير فقال سعيد بن المسيب لا حتى يجتمع الناس فضربه ستين سوطا فبلغ ذلك ابن الزبير فكتب إلى جابر يلومه وقال ما لنا ولسعيد دعه * وحدثني الحارث عن ابن سعد أن محمد بن عمر أخبره قال حدثنا عبد الله بن جعفر وغيره من أصحابنا أن عبد العزيز بن مروان توفى بمصر في جمادى سنة 84 فعقد عبد الملك لا بنيه الوليد وسليمان العهد وكتب بالبيعة لهما إلى البلدان وعامله يومئذ هشام بن إسماعيل المخزومي فدعا الناس إلى البيعة فبايع الناس ودعا سعيد بن المسيب أن يبايع لهما فأبى وقال لا حتى أنظر فضربه هشام بن إسماعيل ستين سوطا وطاف به في تبان شعر حتى بلغ به رأس الثنية فلما كروا به قال أين تكرون بي قالوا إلى السجن قال والله لولا أنى ظننت أنه الصلب لما لبست هذا التبان أبدا فرده إلى السجن وحبسه وكتب إلى عبد الملك يخبره بخلافه وما كان من أمره فكتب إليه عبد الملك يلومه فيما صنع ويقول سعيد والله كان أحوج أن تصل رحمه من أن تضربه وإنا لنعلم ما عنده من شقاق ولا خلاف (وحج) بالناس في هذه السنة هشام بن إسماعيل المخزومي كذلك حدثنا أحمد بن ثابت عمن ذكره عن إسحاق بن عيسى عن أبي معشر وكذلك قال الواقدي وكان العامل على المشرق في هذه السنة مع العراق الحجاج ابن يوسف ثم دخلت سنة ست وثمانين ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث فمما كان فيها من ذلك هلاك عبد الملك بن مروان وكان مهلكه في النصف من شوال منها * حدثني أحمد بن ثابت عمن ذكره عن إسحاق بن عيسى عن أبي معشر قال توفى عبد الملك بن مروان يوم الخميس للنصف من شوال سنة 86 فكانت خلافته ثلاث عشرة سنة وخمسة أشهر * وأما الحارث فإنه حدثني عن ابن سعد
(٢١٠)