الدابة بيده وكان شاعرا شروبا للخمر * حدثني أحمد قال حدثنا على عن ابن أبي الزناد قال قال أبى كنت عند هشام وعنده الزهري فذكر الوليد فتنقصاه وعاباه عيبا شديدا ولم أعرض في شئ مما كانا فيه فاستأذن الوليد فأذن له وأنا أعرف الغضب في وجهه فجلس قليلا ثم قام فلما مات هشام كتب في فحملت إليه فرحب بي وقال كيف حالك يا ابن ذكوان وألطف المسألة بي ثم قال أتذكر يوم الأحوال وعنده الفاسق الزهري وهما يعيبانني قلت أذكر ذلك فلم أعرض في شئ مما كانا فيه قال صدقت أرأيت الغلام الذي كان قائما على رأس هشام قلت نعم قال فإنه نمى إلى ما قالا وأيم الله لو بقى الفاسق يعنى الزهري لقتلته قلت قد عرفت الغضب في وجهك حين دخلت ثم قال يا ابن ذكوان ذهب الأحوال بعمري فقلت بل يطيل الله لك عمرك يا أمير المؤمنين ويمتع الأمة ببقائك فدعا بالعشاء فتعشينا وجاءت المغرب فصلينا وتحدثنا حتى جاءت العشاء الآخرة فصلينا وجلس وقال اسقنى فجاؤوا بإناء مغطى وجاء ثلاث جوار فصفقن بين يديه بيني وبينه ثم شرب وذهبن فتحدثنا واستسقى فصنعن مثل ما صنعن أولا قال فما زال على ذلك يتحدث ويستسقى ويصنعن مثل ذلك حتى طلع الفجر فأحصيت له سبعين قدحا (وفى هذه السنة) قتل خالد بن عبد الله القسري ذكر الخبر عن مقتله وسبب ذلك قد تقدم ذكرنا الخبر عن عزل هشام إياه عن عمله وولايته العراق وخراسان واستعماله على العراق يوسف بن عمر وكان فيما ذكر عمل لهشام على ذلك خمس عشرة سنة غير أشهر وذلك أنه فيما قيل ولى العراق لهشام سنة 105 وعزل عنها في جمادى الأولى سنة 120 ولما عزله هشام وقدم عليه يوسف واسطا أخذه وحبسه بها ثم شخص يوسف بن عمر إلى الحيرة فلم يزل محبوسا بالحيرة تمام ثمانية عشر شهرا مع أخيه إسماعيل بن عبد الله وابنه يزيد بن خالد وابن أخيه المنذر ابن أسد بن عبد الله واستأذن يوسف هشاما في إطلاق يده عليه وتعذيبه فلم يأذن له حتى أكثر عليه واعتل عليه بانكسار الخراج وذهاب الأموال فأذن له
(٥٥٧)