إلى مواليه فأعدوا له إبلا وكان مرض عمر في دير سمعان فلما اشتد مرض عمر أمر بإبله فأتى بها فلما تبين له أنه قد ثقل نزل من محبسه فخرج حتى مضى إلى المكان الذي واعدهم فيه فلم يجدهم جاءوا فجزع أصحابه وضجروا فقال لأصحابه أتروني أرجع إلى السجن لا والله لا أرجع إليه أبدا ثم إن الإبل جاءت فاحتمل فخرج ومعه عاتكة امرأته ابنة الفرات بن معاوية العامرية من بنى البكافى شق المحمل فمضى فلما جاز كتب إلى عمر ابن عبد العزيز إني والله لو علمت أنك تبقى ما خرجت من محبسي ولكني لم آمن يزيد بن عبد الملك فقال عمر اللهم إن كان يزيد يريد بهذه الأمة شرافا كفهم شره واردد كيده في نحره ومضى يزيد بن المهلب حتى مر بحدث الزقاق وفيه الهذيل ابن زفر معه قيس فأتبعوا يزيد بن المهلب حيث مر بهم فأصابوا طرفا من ثقله وغلمة من وصفائه فأرسل الهذيل بن زفرفى آثارهم فردهم فقال ما تطلبون أخبروني أتطلبون يزيد بن المهلب أو أحدا من قومه بتبل فقالوا لا قال فما تريدون إنما هو رجل كان في أسار فخاف على نفسه فهرب وزعم الواقدي أن يزيد بن المهلب إنما هرب من سجن عمر بعد موت عمر (وفى هذه السنة) توفى عمر بن عبد العزيز فحدثني أحمد بن ثابت عمن ذكره عن إسحاق بن عيسى عن أبي معشر قال توفى عمر ابن عبد العزيز لخمس ليال بقين من رجب سنة 101 وكذلك قال محمد بن عمر حدثني الحارث قال حدثنا ابن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمرو بن عثمان قال مات عمر بن عبد العزيز لعشر ليال بقين من رجب سنة 101 (وقال هشام) عن أبي مخنف مات عمر بن عبد العزيز يوم الجمعة لخمس بقين من رجب بدير سمعان في سنة 101 وهو ابن تسع وثلاثين سنة وأشهر وكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر ومات بدير سمعان * حدثني الحارث قال حدثنا أحمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمى الهيثم بن واقد قال ولدت سنة 97 واستخلف عمر ابن عبد العزيز بدابق يوم الجمعة لعشر بقين من صفر سنة 99 فأصابني من قسمه ثلاثة دنانير وتوفى بخناصرة يوم الأربعاء لخمس ليال بقين من رجب سنة 101 وكان شكوه عشرين يوما وكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر وأربعة أيام ومات
(٣١٨)