ثم دخلت سنة تسع عشرة ومائة ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث فمن ذلك غزوة الوليد بن القعقاع العبسي أرض الروم (وفيها) غزا أسد ابن عبد الله الختل فافتتح قلعة زغرزك وسار منها إلى خداش وملا يديه من السبى والشاء وكان الجيش قد هرب إلى الصين (وفيها) لقى أسد خاقان صاحب الترك فقتله وقتل بشرا كثيرا من أصحابه وسلم أسد والمسلمون وانصرفوا بغنائم كثيرة وسبى ذكر الخبر عن هذه الغزوة ذكر علي بن محمد عن شيوخه أنهم قالوا كتب ابن السائجي إلى خاقان أبى مزاحم وإنما كنى أبا مزاحم لأنه كان يزاحم العرب وهو بنواكث يعلمه دخول أسد الختل وتفرق جنوه فيها وأنه بحال مضيعة فلما أتاه كتابه أمر أصحابه بالجهاز وكان لخاقان مرج وجبل حمى لا يقربها أحد ولا يتصيد فيها يتركان للجهاد فضاء ما كان في المرج ثلاثة أيام وما في الجبل ثلاثة أيام فتجهزوا وارتعوا ودبغوا مسوك الصيد واتخذوا منها أوعية واتخذوا القسي والنشاب ودعا خاقان ببرذون مسرج ملجم وأمر بشاة فقطعت ثم علقت في المعاليق ثم أخذ شيئا من ملح فصيره في كيس وجعله في منطقته وأمر كل تركي أن يفعل مثل ذلك وقال هذا زادكم حتى تقوا العرب بالختل وأخذ طريق خشوراغ فلما أحس ابن السائجي أن خاقان قد أقبل بعث إلى أسد اخرج عن الختل فان خاقان قد أظلك فشتم رسوله ولم يصدقه فبعث صاحب الختل إني لم أكذبك وأنا الذي أعلمته دخولك وتفرق جندك وأعلمته أنها فرصة له وسألته المدد غير أنك أمعرت البلاد وأصبت الغنائم فان لقيك على هذه الحال ظفر بك وعادتني العرب أبدا ما بقيت واستطال على خاقان واشتدت مؤونته وأمتن على بقوله أخرجت العرب من بلادك ورددت عليك ملكك فعرف أسد أنه قد صدقه فأمر بالأثقال أن تقدم وولى عليها إبراهيم بن عاصم العقيلي الجزري الذي كان ولى سجستان بعد وأخرج معه المشيخة
(٤٤٣)