لم تصبه القرعة جعله في الأربعين وقسم في فقراء أهل البصرة كل إنسان ثلاثة دراهم فأعطى الزمنى خمسين خمسين قال وأراه رزق الفطم * حدثني عبد الله قال حدثنا أبي قال حدثنا الفضيل عن عبد الله قال بلغني أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى أهل الشأم سلام عليكم ورحمة الله أما بعد فإنه من أكثر ذكر الموت قل كلامه ومن علم أن الموت حق رضى اليسير والسلام قال علي بن محمد وقال أبو مجلز لعمر إنك وضعتنا بمنقطع التراب فاحمل إلينا الأموال قال يا أبا مجلز قلبت الامر قال يا أمير المؤمنين أهولنا أم لك قال بل هو لكم إذا قصر خراجكم عن أعطياتكم قال فلا أنت تحمله إلينا ولا نحمله إليك وقد وضعت بعضه على بعض قال أحمله إليكم إن شاء الله ومرض من ليلته فمات من مرضه وكانت ولاية عبد الرحمن بن نعيم خراسان ستة عشر شهرا (قال أبو جعفر) وفى هذه السنة توفى عمارة بن أكيمة الليثي ويكنى أبا الوليد وهو ابن تسع وسبعين زيادة في سيرة عمر بن عبد العزيز ليست من كتاب أبى جعفر إلى أول خلافة يزيد بن عبد الملك بن مروان روى عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي قال حدثنا رجل في مسجد الجنابذان عمر بن عبد العزيز خطب الناس بخناصرة فقال أيها الناس إنكم لم تخلقوا عبثا ولن تتركوا سدى وإن لكم معادا ينزل الله فيه للحكم فيكم والفصل بينكم وقد خاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شئ وحرم الجنة التي عرضها السماوات والأرض ألا واعلموا أنما الأمان غدا لمن حذر الله وخافه وباع نافدا بباق وقليلا بكثير وخوفا بأمان ألا ترون أنكم في أسلاب الهالكين وسيخلفها بعدكم الباقون كذلك حتى تردد إلى خير الوارثين وفى كل يوم تشيعون غاديا ورائحا إلى الله قد قضى نحبه وانقضى أجله فتغيبونه في صدع من الأرض ثم تدعونه غير موسد ولاممها؟ قد فارق الأحبة وخلع الأسباب فسكن التراب وواجه الحساب فهو مرتهن بعمله فقير إلى ما قدم غنى عما ترك فاتقوا الله قبل نزول الموت وانقضاء مواقعه وأيم الله إني لاقول لكم هذه المقالة وما أعلم عند
(٣٢٢)