وهو يوم استخلف ابن أربع وثلاثين سنة وأشهر * حدثني عمر بن شبة قال حدثني على قال حدثنا أبو محمد القرشي وأبو محمد الزيادي والمنهال بن عبد الملك وسحيم ابن حفص العجيفي قالوا ولد هشام بن عبد الملك عام قتل مصعب بن الزبير سنة 72 وأمه عائشة بنت هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله ابن عمر بن مخزوم وكانت حمقاء أمرها أهلها أن لا تكلم عبد الملك حتى تلد وكانت تثنى الوسائد وترك الوسادة وتزجرها كأنها دابة وتشترى الكندر فتمضغه وتعمل منه تماثيل وتضع التماثيل على الوسائد وقد سمت كل تمثال باسم جارية وتنادى يا فلانة ويا فلانة فطلقها عبد الملك لحمقها وسار عبد الملك إلى مصعب فقتله فلما قتله بلغه مولد هشام فسماه منصورا يتفاءل بذلك وسمته أمه باسم أبيها هشام فلم ينكر ذلك عبد الملك وكان هشام يكنى أبا الوليد * وذكر محمد بن عمر عمن حدثه أن الخلافة أتت هشاما وهو بالزيتونة في منزله في دويرة له هناك (قال محمد بن عمر) وقد رأيتها صغيرة فجاءه البريد بالعصا والخاتم وسلم عليه بالخلافة فركب هشام من الرصافة حتى أتى دمشق (وفي هذه السنة) قدم بكير بن ماهان من السند وكان بها مع الجنيد بن عبد الرحمن ترجمانا له فلما عزل الجنيد بن عبد الرحمن قدم الكوفة ومعه أربع لبنات من فضة ولبنة من ذهب فلقى أبا عكرمة الصادق وميسرة ومحمد بن خنيس وسالما الأعين وأبا يحيى مولى بنى سلمة فذكروا له أمر دعوة بني هاشم فقبل ذلك ورضيه وأنفق ما معه عليهم ودخل إلى محمد بن علي ومات ميسرة فوجه محمد بن علي بكير بن ماهان إلى العراق مكان ميسرة فأقامه مقامه (وحج) بالناس في هذه السنة إبراهيم بن هشام بن إسماعيل والنضري على المدينة قال الواقدي حدثني إبراهيم بن محمد بن شرحبيل عن أبيه قال كان إبراهيم بن هشام بن إسماعيل حج فأرسل إلى عطاء بن رباح متى أخطب بمكة قال بعد الظهر قبل التروية بيوم فخطب قبل الظهر وقال أمرني رسولي بهذا عن عطاء فقال عطاء ما أمرته إلا بعد الظهر قال فاستحيى إبراهيم بن هشام يومئذ وعدوه منه جهلا (وفى هذه السنة) عزل هشام بن عبد الملك عمر بن هبيرة عن العراق وما كان إليه من عمل المشرق وولى ذلك كله خالد بن عبد الله القسري في
(٣٧٦)