أبو محمد السفياني ويوسف بن عمر فأرسل يزيد مولى لخالد يقال له أبا الأسد في عدة من أصحابه فدخل السجن فشدخ الغلامين بالعمد وأخرج يوسف بن عمر ليقتلوه وضربت عنقه وأرادوا قتل أبى محمد السفياني فدخل بيتا من بيوت السجن فأغلقه وألقى خلفه الفرش والوسائد واعتمد على الباب فلم يقدروا على فتحه فدعوا بنار ليحرقوه فلم يؤتوا بها حتى قيل قد دخلت خيل مروان المدينة وهرب إبراهيم بن الوليد وتغيب وأنهب سليمان ما كان في بيت المال وقسمه فيمن معه من الجنود وخرج من المدينة (وفى هذه السنة) دعا إلى نفسه عبد الله بن معاوية ابن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بالكوفة وحارب بها عبد الله بن عمر بن عبد العزيز ابن مروان فهزمه عبد الله بن عمر فلحق بالجبال فغلب عليها ذكر الخبر عن سبب خروج عبد الله ودعائه الناس إلى نفسه وكان إظهار عبد الله بن معاوية الخلاف على عبد الله بن عمر ونصبه الحرب له فيما ذكر هشام عن أبي مخنف في المحرم سنة 127 وكان سبب خروجه عليه فيما حدثني أحمد عن علي بن محمد عن عاصم بن حفص التميمي وغيره من أهل العلم أن عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر قدم الكوفة زائرا لعبد الله بن عمر بن عبد العزيز يلتمس صلته لا يريد خروجا فتزوج ابنة حاتم بن الشرقي بن عبد المؤمن ابن شبث بن ربعي فلما وقعت العصبية قال له أهل الكوفة ادع إلى نفسك فبنو هاشم أولى بالامر من بنى مروان فدعا سرا بالكوفة وابن عمر بالحيرة وبايعه ابن ضمرة الخزاعي فدس إليه ابن عمر فأرضاه فأرسل إليه إذا نحن التقينا بالناس انهزمت بهم وبلغ ابن معاوية فلما التقى الناس قال ابن معاوية إن ابن ضمرة قد غدر ووعد ابن عمر أن ينهزم الناس فلا يهولنكم انهزامه فإنه عن غدر يفعل فلما التقوا انهزم ابن ضمرة وانهزم الناس فلم يبق معه أحد فقال تفرقت الظباء على خداش * فما يدرى خداش ما يصيد فرجع ابن معاوية إلى الكوفة وكانوا التقوا ما بين الحيرة والكوفة ثم خرج إلى المدائن فبايعوه وأتاه قوم من أهل الكوفة فخرج فغلب على حلوان والجبال
(٥٩٩)