وشبع مات فلما رأى ذلك الناس حذروا يطعمونهم ثم جعلوا يطعمونهم السمن قليلا قليلا حتى استمرؤا وبلغ ذلك الحجاج فأخذه ما تقدم وما تأخر وبلغ ذلك منه كل مبلغ وكتب إلى عبد الملك أما بعد فان جند أمير المؤمنين الذين بسجستان أصيبوا فلم ينج منهم إلا القليل وقد اجترأ العدو بالذي أصابه على أهل الاسلام فدخلوا بلادهم وغلبوا على حصونهم وقصورهم وقد أردت أن أوجه إليهم جندا كثيفا من أهل المصرين فأحببت أن أستطلع رأى أمير المؤمنين في ذلك فإن رأى لي بعثة ذلك الجند أمضيته وإن لم ير ذلك فإن أمير المؤمنين أولى بجنده مع أنى أتخوف إن لم يأت رتبيل ومن معه من المشركين جند كثيف عاجلا أن يستولوا على ذلك الفرج كله (وفى هذه السنة) قدم المهلب خراسان أميرا وانصرف عنها أمية بن عبد الله وقيل استعفى شريح القاضي من القضاء في هذه السنة وأشار بأبي بردة بن أبي موسى الأشعري فأعفاه الحجاج وولى أبا بردة (وحج) بالناس في هذه السنة فيما حدثني أحمد بن ثابت عمن ذكره عن إسحاق بن عيسى عن أبي معشر أبان ابن عثمان وكذلك قال الواقدي وغيره من أهل السير وكان أبان هذه السنة أميرا على المدينة من قبل عبد الملك بن مروان وعلى العراق والمشرق كله الحجاج بن يوسف وكان على خراسان المهلب من قبل الحجاج وقيل إن المهلب كان على حربها وابنه المغيرة على خراجها وعلى قضاء الكوفة أبو بردة بن أبي موسى وعلى قضاء البصرة موسى بن أنس ثم دخلت سنة ثمانين ذكر الاحداث الجليلة التي كانت في هذه السنة (وفى هذه السنة) جاء فيما حدثت عن ابن سعد عن محمد بن عمر الواقدي سيل بمكة ذهب بالحجاج فغرقت بيوت مكة فسمى ذلك العام عام الجحاف لان ذلك السيل جحف كل شئ مر به قال محمد بن عمر حدثني محمد بن رفاعة بن ثعلبة عن أبيه عن جده قال جاء السيل حتى ذهب بالحجاج ببطن مكة فسمى لذلك عام الجحاف
(١٣٨)