حكيما وأخذه أليما شديدا فقتله الله على سوء عمله وعصبته ممن صاحبوه من بطانته الخبيثة لا يبلغون عشرة ودخل من كان معه سواهم في الحق الذي دعوا إليه فأطفأ الله جمرته وأراح العباد منه فبعدا له ولمن كان على طريقته أحببت أن أعلمكم ذلك وأعجل به إليكم لتحمدوا الله وتشكروه فإنكم قد أصبحتم اليوم على أمثل حالكم إذ ولا تكم خياركم والعدل مبسوط لك لا يسار فيكم بخلافه فأكثروا على ذلك حمد ربكم وتابعوا منصور بن جمهور فقد ارتضيته لكم على أن عليكم عهد الله وميثاقه وأعظم ما عهد وعقد على أحد من خلقه لتسمعن وتطيعن لي ولمن استخلفته من بعدي ممن اتفقت عليه الأمة ولكم على مثل ذلك لأعملن فيكم بأمر الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم واتبع سبيل من سلف من خياركم نسأل الله ربنا وولينا أحسن توفيقه وخير قضائه (وفي هذه السنة) امتنع نصر بن سيار بخراسان من تسليم عمله لعامل منصور بن جمهور وقد كان يزيد بن الوليد ولاها منصورا مع العراق (قال أبو جعفر) قد ذكرت قبل من خبر نصر وما كان من كتاب يوسف ابن عمر إليه بالمصير إليه مع هدايا الوليد بن يزيد وشخوص نصر من خراسان متوجها إلى العراق وتباطئه في سفره حتى قدم عليه الخبر بقتل الوليد فذكر على ابن محمد أن الباهلي أخبره قال قدم على نصر بشر بن نافع مولى سالم الليثي وكان على سكك العراق قال أقبل منصور بن جمهور أميرا على العراق وهرب يوسف ابن عمر فوجه منصور أخاه منظور بن جمهور على الري فأقبلت مع منظور إلى الري وقلت أقدم على نصر فأخبره فلما صرت بنيسابور حبسني حميد مولى نصر وقال لن تجاوزني أو تخبرني فأخبرته وأخذت عليه عهد الله وميثاقه ألا يخبر أحدا حتى أقدم على نصر فأخبره ففعل فأقبلنا جميعا حتى قدمنا على نصر وهو بقصره بما جان فاستأذنا فقال خصى له هو نائم فألححنا عليه فانطلق فأعلمه فخرج نصر حتى قبض على يدي وأدخلني فلم يكلمني حتى صرت في البيت فساءلني فأخبرته فقال لحميد مولاه انطلق به فأته بجائزة ثم أتاني يونس بن عبد ربه وعبيد الله بن؟ سام فأخبرتهما وأتاني سلم بن أحوز فأخبرته قال وكان الوليد بن يوسف عند نصر فأفره
(٥٧٧)