فلسطين وارتحل ابن جرو بأهل الأردن قبل أن يصبحنا قال فليس بأحق بالوفاء منا ارجع فأمره أن لا ينصرف حتى ينزل الرملة فبايع أهلها وقد استعملت إبراهيم ابن الوليد على الأردن وضبعان بن روح على فلسطين ومسرور بن الوليد على قنسرين وابن الحصين على حمص ثم خطب يزيد بن الوليد بعد قتل الوليد فقال بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أيها الناس إني والله ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا حرصا على الدنيا ولا رغبة في الملك وما بي اطراء نفسي إني لظلوم لنفسي إن لم يرحمني ربى ولكني خرجت غضبا لله ورسوله ودينه داعيا إلى الله وكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لما هدمت معالم الهدى وأطفئ نور أهل التقوى وظهر الجبار العنيد المستحل لكل حرمة والراكب لكل بدعة مع أنه والله ما كان يصدق بالكتاب ولا يؤمن بيوم الحساب وانه لابن عمى في الحسب وكفيي في النسب فلما رأيت ذلك استخرت الله في أمره وسألته أن لا يكلني إلى نفسي ودعوت إلى ذلك من أجابني من أهل ولايتي وسعيت فيه حتى أراح الله منه العباد والبلاد بحول الله وقوته لا بحولي وقوتي أيها الناس إن لكم على أن لا أضع حجرا على حجر ولا لبنة على لبنة ولا أكرى نهرا ولا أكثر ما لا ولا أعطيه زوجة ولا ولدا ولا أنقل ما لا من بلدة إلى بلدة حتى أسد ثغر ذلك البلد وخصاصة أهله بما يغنيهم فان فضل فضلة نقلته إلى البلد الذي يليه ممن هو أحوج إليه ولا أجمركم في ثغوركم فأفتنكم وأفتن أهليكم ولا أغلق بابى دونكم فيأكل قويكم ضعيفكم ولا أحمل على أهل جزيتكم ما يجليهم عن بلادهم ويقطع نسلهم وإن لكم أعطياتكم عندي في كل سنة وأرزاقكم في كل شهر حتى تستدر المعيشة بين المسلمين فيكون أقصاهم كأدناهم فان وفيت لكم بما قلت فعليكم السمع والطاعة وحسن المؤازرة وإن انا لم أف فلكم ان تخلعوني إلا أن تستتيبوني فان تبت قبلتم منى فان علمتم أحدا ممن يعرف بالصلاح يعطيكم من نفسه مثل ما أعطيتكم فأردتم ان تبايعوه فانا أول من يبايعه ويدخل في طاعته أيها الناس ان لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولا وفاء له بنقض عهد انما الطاعة طاعة الله فأطيعوه بطاعة الله ما أطاع
(٥٧٠)