كلها إلى سليمان بن سليم بن كيسان وأمره أن يفرقها على القواد فأمسكها سليمان ودخل على يوسف فأقرأه كتاب منصور إليه فبعل به قال حريث بن أبي الجهم كان مكثي بواسط فما شعرت إلا بكتاب منصور بن جمهور وقد جاءني أن آخذ عمال يوسف فكنت أتولى أمره بواسط فجمعت موالى وأصحابي فركبنا نحوا من ثلاثين رجلا في السلاح فأتينا المدينة فقال البوابون من أنت قلت حريث بن أبي الجهم قالوا نقسم بالله ما جاء بحريث إلا أمر مهم ففتحوا الباب فدخلنا فأخذنا العامل فاستسلم فأصبحنا فأخذنا البيعة من الناس ليزيد بن الوليد قال وذكر عمر ابن شجرة أن عمرو بن محمد بن القاسم كان على السند فأخذ محمد بن غزان أو عزان الكلبي فضربه وبعث به إلى يوسف فضربه وألزمه ما لا عظيما يؤدى منه في كل جمعة نجما وإن لم يفعل ضرب خمسة وعشرين سوطا فجفت يده وبعض أصابعه فلما ولى منصور بن جمهور العراق ولاه السند وسجستان فأتى سجستان فبايع ليزيد ثم سار إلى السند فأخذ عمرو بن محمد فأوثقه وأمر به حرسا يحرسونه وقام إلى الصلاة فتناول عمرو سيفا مع الحرس فاتكأ عليه مسلولا حتى خالط جوفه وتصايح الناس فخرج ابن غزان فقال ما دعاك إلى ما صنعت قال خفت العذاب قال ما كنت أبلغ منك ما بلغته من نفسك فلبث ثلاثا ثم مات وبايع ابن غزان ليزيد فقال يوسف بن عمر لسليمان بن سليم بن كيسان الكلبي حين أقرأه كتاب منصور بن جمهور ما الرأي قال ليس لك إمام تقاتل معه ولا يقاتل أهل الشأم الحارث بن العباس معك ولا آمن عليك منصور بن جمهور إن قدم عليك وما الرأي إلا أن تلحق بشأمك قال هو رأيي فكيف الحيلة قال تظهر الطاعة ليزيد وتدعو له في خطتك فإذا قرب منصور وجهت معك من أثق به فلما نزل منصور بحيث يصبح الناس البلد خرج يوسف إلى منزل سليمان بن سليم فأقام به ثلاثا ثم وجه معه من أخذ به طريق السماوة حتى صار إلى البلقاء (وقد قيل) إن سليمان قال تستخفي وتدع منصورا والعمل قال فعند من قال عندي وأضعك في ثقة ثم مضى سليمان إلى عمرو بن محمد بن سعيد بن العاص فأخبره بالامر وسأله أن يؤوى يوسف وقال
(٥٧٣)