الحساب قال الحجاج فان الحجة عليك قال ذلك إن كان القضاء إليك قال بلى كنت فيمن قتل عثمان وخلعت أمير المؤمنين اقتلوه فقدم فقتل قتله أبو الجهم بن كنانة الكلبي من بنى عامر بن عوف ابن عم منصور بن جمهور وأتى بآخر من بعده فقال الحجاج انى أرى رجلا ما أظنه يشهد على نفسه بالكفر فقال أخادعي عن نفسي أنا أكفر أهل الأرض وأكفر من فرعون ذي الأوتاد فضحك الحجاج وخلى سبيله وأقام بالكوفة شهرا وعزل أهل الشأم عن بيوت أهل الكوفة (وفى هذه السنة) كانت الوقعة بمسكن بين الحجاج وابن الأشعث بعد ما انهزم من دير الجماجم ذكر الخبر عن سبب هذه الوقعة وعن صفتها (قال هشام) حدثني أبو مخنف عن أبي يزيد السكسكي قال خرج محمد بن سعد بن أبي وقاص بعد وقعة الجماجم حتى نزل المدائن واجتمع إليه ناس كثير وخرج عبيد الله بن عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس القرشي حتى أتى البصرة وبها أيوب بن الحكم بن أبي عقيل ابن عم الحجاج فأخذها وخرج عبد الرحمن بن محمد حتى قدم البصرة وهو بها فاجتمع الناس إلى عبد الرحمن ونزل فأقبل عبيد الله حينئذ إلى ابن محمد بن الأشعث وقال له إني لم أرد فراقك وانما أخذتها لك وخرج الحجاج فبدأ بالمدائن فأقام عليها خمسا حتى هيأ الرجال في المعابر فلما بلغ محمد بن سعد عبورهم إليهم خرجوا حتى لحقوا بابن الأشعث جميعا وأقبل نحوهم الحجاج فخرج الناس معه إلى مسكن على دجيل وأتاه أهل الكوفة والفلول من الأطراف وتلاوم الناس على الفرار وبايع أكثرهم بسطام بن مصقلة على الموت وخندق عبد الرحمن على أصحابه وبثق الماء من جانب فجعل القتال من وجه واحد وقدم عليه خالد بن جرير بن عبد الله القسري من خراسان في ناس من بعث الكوفة فاقتتلوا خمس عشرة ليلة من شعبان أشد القتال حتى قتل زياد بن غنيم القيني وكان على مسالح الحجاج فهده ذلك وأصحابه هدا شديدا (قال أبو مخنف) حدثني أبو جهضم الأزدي قال بات الحجاج ليله كله يسير فينا يقول لنا إنكم أهل الطاعة وهم أهل المعصية وأنتم تسعون في رضوان الله وهم يسعون في
(١٧٠)