بأهل الأردن ومحمد بن عبد الملك فاجتمع إليه جماعة منهم فكلمته فقال بعضهم أصلح الله الأمير أقبل هذا الفتى أقيمت الصلاة فخلوت به فقلت إني رسول يزيد إليك والله ما تركت ورائي راية تعقد إلا على رأس رجل من قومك ولا درهم يخرج من بيت المال إلا في يد رجل منهم وهو يحمل لك كذا وكذا قال أنت بذاك قلت نعم ثم خرجت فأتيت ضبعان بن روح فقلت له مثل ذلك وقلت له إنه يوليك فلسطين ما بقى فأجابني فانصرفت فما أصبحت حتى رحل أهل فلسطين * حدثني أحمد عن علي عن عمرو بن مروان الكلبي قال سمعت محمد بن سعيد بن حسان الأردني قال كنت عينا ليزيد بن الوليد بالأردن فلما اجتمع له ما يريد ولانى خراج الأردن فلما خالفوا يزيد بن الوليد أتيت سليمان بن هشام فسألته أن يوجه معي خيلا فأشن الغارة على طبرية فأبى سليمان أن يوجه معي أحدا فخرجت إلى يزيد بن الوليد فأخبرته الخبر فكتب إلى سليمان كتابا بخطه يأمره أن يوجه معي ما أردت فأتيت به سليمان فوجه معي مسلم بن ذكوان في خمسة آلاف فخرجت بهم ليلا حتى أنزلتهم البطيحة فتفرقوا في القرى وسرت أنا في طائفة منهم نحو طبرية وكتبوا إلى عسكرهم فقال أهل طبرية على ما نقيم والجنود تجوس منازلنا وتحكم في أهالينا ومضوا إلى حجرة يزيد بن سليمان ومحمد بن عبد الملك فانتهبوهما وأخذوا دوابهما وسلاحهما ولحقوا بقراهم ومنازلهم فلما تفرق أهل فلسطين والأردن خرج سليمان حتى أتى الصنبرة وأتاه أهل الأردن فبايعوا ليزيد بن الوليد فلما كان يوم الجمعة وجه سليمان إلى طبرية وركب مركبا في البحيرة فجعل يسايرهم حتى أتى طبرية فصلى بهم الجمعة وبايع من حضر ثم انصرف إلى عسكره * حدثني أحمد قال حدثنا على عن عمرو بن مروان الكلبي قال حدثني عثمان بن داود قال لما نزل سليمان الصنبرة أرسلني إلى يزيد بن الوليد وقال لي أعلمه أنك قد علمت جفاء أهل فلسطين وقد كفى الله مؤنهم وقد أزمعت على أن أولى ابن سراقة فلسطين والأسود بن بلال المحاربي الأردن فأتيت يزيد فقلت له ما أمرني به سليمان فقال أخبرني كيف قلت لضبعان بن روح فأخبرته قال فما صنع قلت ارتحل بأهل
(٥٦٩)