وذكر أن هشاما بلغه أنه يقول لابنه كيف أنت إذا احتاج إليك بنو أمير المؤمنين فظهر الغضب في وجهه وقيل إن هشاما قدم عليه رجل من أهل الشأم فقال إني سمعت خالدا ذكر أمير المؤمنين بما لا ينطلق به الشفتان قال قال الأحول قال لا بل قال أشد من ذلك قال فما هو قال لا أقوله أبدا فلم يزل يبلغه عنه ما يكره حتى تغير له وذكر أن دهقانا دخل على خالد فقال أيها الأمير إن غلة ابنك قد زادت على عشرة آلاف ألف ولا آمن أن يبلغ هذا أمير المؤمنين فيستكثره وإن الناس يحبون جسدك وأنا أحب جسدك وروحك قال إن أسد بن عبد الله قد كلمني بمثل هذا فأنت أمرته قال نعم قال ويحك دع ابني فلربما طلب الدرهم فلم يقدر عليه ثم عزم هشام لما كثر عليه ما يتصل به عن خالد من الأمور التي كان يكرهها على عزله فلما عزم على ذلك أخفى ما قد عزم له عليه من أمره ذكر الخبر عن عمل هشام في عزل خالد حين صح عزمه على عزله ذكر عمر أن عبيد بن جناد حدثه أنه سمع أباه وبعض الكتبة يذكر أن هشاما أخفى عزل خالد وكتب إلى يوسف بخطه وهو على اليمن أن يقبل في ثلاثين من أصحابه فخرج يوسف حتى صار إلى الكوفة فعس قريبا منها وقد ختن طارق خليفة خالد على الخراج ولده فأهدى له ألف عتيق وألف وصيف وألف وصيفة سوى الأموال والثياب وغير ذلك فمر العاس بيوسف وأصحابه ويوسف يصلى ورائحة الطيب تنفح من ثيابه فقال ما أنتم قالوا أسفار قال فأين تريدون قالوا بعض المواضع فأتوا طارقا وأصحابه فقالوا إنا رأينا قوما أنكرناهم والرأي أن نقتلهم فإن كانوا خوارج استرحنا منهم وإن كانوا يريدونكم عرفتم ذلك فاستعددتم على أمرهم فنهوهم عن قتلهم فطافوا فلما كان في السحر وقد انتقل يوسف وصار إلى دور ثقيف فمر بهم العاس فقال ما أنتم فقالوا أسفار قال فأين تريدون قالوا بعض المواضع فأتوا طارقا وأصحابه فقالوا قد صاروا إلى دور ثقيف والرأي أن نقتلهم فمنعوهم وأمر يوسف بعض الثقفيين فقال أجمع لي من بها من مضر ففعل فدخل المسجد مع الفجر فأمر المؤذن بالإقامة فقال حتى يأتي الامام فانتهره فأقام وتقدم يوسف
(٤٧١)