حج قد صف له جنده صفين من المنبر إلى جدار مؤخر المسجد في أيديهم الجرزة وعمد الحديد على العواتق فرأيته طلع في دراعة وقلنسوة ما عليه رداء فصعد المنبر فلما صعد سلم ثم جلس فأذن المؤذنون ثم سكتوا فخطب الخطبة الأولى وهو جالس ثم قام فخطب الثانية قائما قال إسحاق فلقيت رجاء بن حياة وهو معه فقلت هكذا يصنعون قال نعم وهكذا صنع معاوية فهلم جرا قلت أفلا تكلمه قال أخبرني قبيصة ابن ذؤيب أنه كلم عبد الملك بن مروان فأبى أن يفعل وقال هكذا خطب عثمان فقلت والله ما خطب هكذا ما خطب عثمان إلا قائما قال رجاء روى لهم هذا فأخذوا به قال إسحاق لم نر منهم أحدا أشد تجبرا منه (قال محمد بن عمر) وقدم بطيب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومجمره وبكسوة الكعبة فنشرت وعلقت على حبال في المسجد من ديباج حسن لم ير مثله قط فنشرها يوما وطوى ورفع قال وأقام الحجاج الوليد بن عبد الملك * وكانت عمال الأمصار في هذه السنة هم العمال الذين كانوا عمالها في سنة 90 غير مكة فان عاملها كان في هذه السنة خالد ابن عبد الله القسري في قول الواقدي وقال غيره كانت ولاية مكة في هذه السنة أيضا إلى عمر بن عبد العزيز.
ثم دخلت سنة اثنتين وتسعين ذكر الاحداث التي كانت فيها فمن ذلك غزوة مسلمة بن عبد الملك وعمر بن الوليد أرض الروم ففتح على يدي مسلمة حصون ثلاثة وجلا أهل سوسنه إلى جوف أرض الروم (وفيها) غزا طارق بن زياد مولى موسى بن نصير الأندلس في اثنى عشر ألفا فلقى ملك الأندلس زعم الواقدي أنه يقال له ادرينوق وكان رجلا من أهل أصبهان قال وهم ملوك عجم الأندلس فزحف له طارق بجميع من معه فزحف الادرينوق في سرير الملك وعلى الادرينوق تاجه وقفازه وجميع الحلية التي كان يلبسها الملوك فاقتتلوا قتالا شديدا حتى قتل الله الادرينوق وفتح الأندلس سنة 92 (وفيها) غزا فيما زعم بعض أهل