الخصال على أهل العراق إرادة العافية من الحرب فلما اجتمعا مع الحجاج خرج عبد الله بن عبد الملك فقال يا أهل العراق أنا عبد الله بن أمير المؤمنين وهو يعطيكم كذا وكذا فذكر هذه الخصال التي ذكرنا * وقال محمد بن مروان أنا رسول أمير المؤمنين إليكم وهو يعرض عليكم كذا وكذا فذكر هذه الخصال قالوا نرجع العشية فرجعوا فاجتمعوا عند ابن الأشعث فلم يبق قائد ولا رأس قوم ولا فارس إلا أتاه فحمد الله ابن الأشعث وأثنى عليه ثم قال أما بعد فقد أعطيتم أمرا انتهازكم اليوم إياه فرصة ولا آمن أن يكون على ذي الرأي غدا حسرة وإنكم اليوم على النصف وإن كانوا اعتدوا بالزاوية فأنتم تعتدون عليهم بيوم تستر فاقبلوا ما عرضوا عليكم وأنتم أعزاء أقوياء والقوم لكم هائبون وأنتم لهم منتقصون فلا والله لا زلتم عليهم جراء ولا زلتم عندهم أعزاء إن أنتم قبلتم أبدا ما بقيتم فوثب الناس من كل جانب فقالوا إن الله قد أهلكهم فأصبحوا في الأزل والضنك والمجاعة والقلة والذلة ونحن ذوو العدد الكثير والسعر الرفيع والمادة القريبة لا والله لا نقبل فأعادوا خلعه ثانية وكان عبد الله ابن ذواب السلمي وعمير بن تيحان أول من قام بخلعه في الجماجم وكان اجتماعهم على خلعه بالجماجم أجمع من خلعهم إياه بفارس فرجع محمد بن مروان وعبد الله بن عبد الملك إلى الحجاج فقالا شأنك بعسكرك وجندك فاعمل برأيك فانا قد أمرنا أن نسمع لك ونطيع فقال قد قلت لكما إنه لا يراد بهذا الامر غيركما ثم قال إنما أقاتل لكما وإنما سلطاني سلطانكما فكانا إذا لقياه سلما عليه بالامرة وقد زعم أبو يزيد السكسكي أنه إنما كان أيضا يسلم عليهما بالامرة إذا لقيهما وخلياه والحرب تتولاها (قال أبو مخنف) فحدثني الكلبي محمد بن السائب أن الناس لما اجتمعوا بالجماجم سمعت عبد الرحمن ابن محمد وهو يقول ألا ان بنى مروان يعيرون بالزرقاء والله مالهم نسب أصح منه إلا أن بنى أبى العاص أعلاج من أهل صفورية فان يكن هذا الامر في قريش فعيني فقئت بيضة قريش وإن يك في العرب فأنا ابن الأشعث بن قيس ومد بها صوته يسمع الناس وبرزوا للقتال فجعل الحجاج على ميمنته عبد الرحمن بن سليم الكلبي وعلى ميسرته عمارة بن تميم اللخمي وعلى خيله سفيان بن الأبرد الكلبي وعلى
(١٥٧)