فاركزه وادع أصحابك وأقم حتى آتيك ففعل وخرج عبد الله وخرجنا معه حتى صار إلى التل فإذا الأرض بيضاء من أصحاب ابن معاوية فأمر عبد الله مناديا فنادى من جاء برأس فله خمسمائة فوالله ما كان بأسرع من أن أتى برأس فوضع بين يديه فأمر له بخمسمائة فدفعت إلى الذي جاء به فلما رأى أصحابه وفاءه لصاحب الرأس نادوا بالقوم فوالله ما كان إلا هنيهة حتى نظرت إلى نحو من خمسمائة رأس قد ألقيت بين يديه وانكشف ابن معاوية ومن معه منهزمين فكان أول من دخل الكوفة من أصحابه منهزما أبو البلاد مولى بنى عبس وابنه سليمان بين يديه وكان أبو البلاد متشيعا فجعل أهل الكوفة ينادونهم كل يوم كأنهم يعيرونهم بانهزامه فجعل يصيح بابنه سليمان امض ودع النواضح ينفقن قال ومر عبد الله بن معاوية فطوى الكوفة ولم يعرج بها حتى أتى الجبل وأما أبو عبيدة فإنه ذكر أن عبد الله بن معاوية وإخوته دخلوا القصر فلما أمسوا قالوا لعمر بن الغضبان وأصحابه يا معشر ربيعة قد رأيتم ما صنع الناس بنا وقد أعلقنا دماءنا بكم في أعناقكم فإن كنتم مقاتلين معنا قاتلنا معكم وإن كنتم ترون الناس خاذلينا وإياكم فخذوا لنا ولكم أمانا فما أخذتم لأنفسكم فقد رضينا لأنفسنا فقال لهم عمر بن الغضبان ما نحن بتاركيكم من إحدى خلتين إما ان نقاتل معكم وإما أن نأخذ لكم أمانا كما نأخذ لأنفسنا فطيبوا نفسا فأقاموا في القصر والزيدية على أفواه السكك يغدون عليهم أهل الشأم ويروحون يقاتلونهم أياما ثم إن ربيعة أخذت لانفسها وللزيدية ولعبد الله بن معاوية أمانا لا يمنعونهم ويذهبوا حيث شاءوا وأرسل عبد الله بن عمر إلى عمر بن الغضبان يأمره بنزول القصر وإخراج عبد الله بن معاوية فأرسل إليه ابن الغضبان فرحله ومن معه من شيعته ومن تبعه من أهل المدائن وأهل السواد وأهل الكوفة فسار بهم رسل عمر حتى أخرجوهم من الجسر فنزل عمر من القصر (وفى هذه السنة) وافى الحارث بن سريج مرو خارجا إليها من بلاد الترك بالأمان الذي كتب له يزيد بن الوليد فصار إلى نصر بن سيار ثم خالفه وأظهر الخلاف له وبايعه على ذلك جمع كبير
(٦٠٤)