جائزته وولاه شرطه وخراج السواد والمحاسبات وأمره أن يفرض لقومه ففرض في ستين وفى سبعين (وفى هذه السنة) وقع الاختلاف في خراسان بين اليمانية والنزارية وأظهر الكرماني فيها الخلاف لنصر بن سيار واجتمع مع كل واحد منهما جماعة لنصرته ذكر الخبر عما كان بينهما من ذلك وعن السبب الذي أحدث ذلك ذكر علي بن محمد عن شيوخه أن عبد الله بن عمر لما قدم العراق واليا عليها من قبل يزيد بن الوليد كتب إلى نصر بعهده على خراسان قال ويقال بل أتاه كتابه بعد خروج الكرماني من حبس نصر فقال المنجمون لنصر إن خراسان سيكون بها فتنة فامر نصر برفع حاصل بيت المال وأعطى الناس بعض أعطياتهم ورقا وذهبا من الآنية التي كان اتخذها للوليد بن يزيد وكان أول من تكلم رجل من كندة أفوه طوال فقال العطاء العطاء فلما كانت الجمعة الثانية أمر نصر رجالا من الحرس فلبسوا السلاح وفرقهم في المسجد مخافة أن يتكلم متكلم فقام الكندي فقال العطاء العطاء فقام رجل مولى للأزد وكان يلقب أبا الشياطين فتكلم وقام حماد الصائغ وأبو السليل البكري فقالا العطاء العطاء فقال نصر إياي والمعصية عليكم بالطاعة والجماعة فاتقوا الله واسمعوا ما توعظون به فصعد سلم بن أحوز إلى نصر وهو على المنبر فكلمه فقال ما يغنى عنا كلامك هذا شيئا ووثب أهل السوق إلى أسواقهم فغضب نصر وقال ما لكم عندي عطاء بعد يومكم هذا ثم قال كأني بالرجل منكم قد قام إلى أخيه وابن عمه فلطم وجهه في جمل يهدى له وثوب يكساه ويقول مولاي وظئري وكأني بهم قد نبغ من تحت أرجلهم شر لا يطاق وكأني بكم مطرحين في الأسواق كالجزر المنحورة إنه لم تطل ولاية رجل إلا ملوها وأنتم يا أهل خراسان مسلحة في نحور العدو فإياكم أن يختلف فيكم سيفان قال على قال عبد الله بن المبارك قال نصر في خطبته إني لمكفر ومع ذاك لمظلم وعسى أن يكون ذلك خيرا لي إنكم ترشون أمرا تريدون فيه الفتنة ولا أبقى الله عليكم والله لقد نشرتكم وطويتكم وطويتكم ونشرتكم فما عندي منكم
(٥٨٤)