قاض فتقدم وعلى ميمنته الطفيل بن حارثة الكلبي وعلى ميسرته الطفيل بن زرارة الحبشي فحملوا علينا حملة فانهزمت الميمنة والميسرة أكثر من غلوتين وسليمان في القلب لم يزل من مكانه ثم حمل عليهم أصحاب سليمان حتى ردوهم إلى موضعهم فلم يزالوا يحملون علينا ونحمل عليهم مرارا فقتل منهم زهاء مائتي رجل فيهم حرب ابن عبد الله بن يزيد بن معاوية وأصيب من أصحاب سليمان نحو من خمسين رجلا وخرج أبو الهلباء البهراني وكان فارس أهل حمص فدعا إلى المبارزة فخرج إليه حية ابن سلامة الكلبي فطعنه طعنة أذراه عن فرسه وشد عليه أبو جعدة مولى لقريش من أهل دمشق فقتله وخرج ثبيت بن يزيد البهراني فدعا إلى المبارزة فخرج إليه إيراك السغدي من أبناء ملوك السغد كان منقطعا إلى سليمان بن هشام وكان ثبيت قصير أو كان ايراك جسيما فلما رآه ثبيت قد أقبل نحوه استطرد فوقف ايراك ورماه بسهم فأثبت عضلة ساقه إلى لبده قال فبينا هم كذلك إذ أقبل عبد العزيز من ثنية العقاب فشد عليهم حتى دخل عسكرهم وقتل ونفذ إلينا (قال) على قال عمرو بن مروان فحدثني سليمان بن زياد الغساني قال كنت مع عبد العزيز بن الحجاج فلما عاين عسكر أهل حمص قال لأصحابه موعدكم التل الذي في وسط عسكرهم والله لا يتخلف منكم أحد الا ضربت عنقه ثم قال لصاحب لوائه تقدم ثم حمل وحملنا معه فما عرض لنا أحد إلا قتل حتى صرنا على التل فصدع عسكرهم فكانت هزيمتهم ونادى يزيد بن خالد بن عبد الله القسري الله الله في قومك فكف الناس وكره ما صنع سليمان وعبد العزيز وكاد يقع الشر بين الذكوانية وسليمان وبين بنى عامر من كلب فكفوا عنهم على أن يبايعوا ليزيد ابن الوليد وبعث سليمان بن هشام إلى أبى محمد السفياني ويزيد خالد بن يزيد بن معاوية فأخذا فمر بهما على الطفيل بن حارثة فصاحا به يا خالاه ننشدك الله والرحم فمضى معهما إلى سليمان فحبسهما فخاف بنو عامر أن يقتلهما فجاءت جماعة منهم فكانت معهما في الفسطاط ثم وجههما إلى يزيد بن الوليد فحبسهما في الخضراء مع ابني الوليد وحبس أيضا يزيد بن عثمان بن محمد بن أبي سفيان خال عثمان بن الوليد معهم ثم دخل سليمان وعبد العزيز إلى دمشق ونزلا بعذراء واجتمع أمر أهل دمشق وبايعوا
(٥٦٧)