مسرور بن الوليد والوليد بن روح وأمرهما بالسمع والطاعة له وأقبل أهل حمص فنزلوا قرية لخالد بن يزيد بن معاوية * حدثني أحمد قال حدثنا على عن عمرو بن مروان الكلبي قال حدثني عمرو بن محمد ويحيى بن عبد الرحمن البهراني قالا قام مروان ابن عبد الله فقال يا هؤلاء إنكم خرجتم لجهاد عدوكم والطلب بدم خليفتكم وخرجتم مخرجا أرجو أن يعظم الله به أجركم ويحسن عليه ثوابكم وقد نجم لكم منهم قرن وشال إليكم منهم عنق إن أنتم قطعتموه اتبعه ما بعده وكنتم عليه أحرى وكانوا عليكم أهون ولست أرى المضي إلى دمشق وتخليف هذا الجيش خلفكم فقال السمط هذا والله العدو القريب الدار يريد أن ينقض جماعتكم وهو ممايل للقدرية قال فوثب الناس على مروان بن عبد الله فقتلوه وقتلوا ابنه ورفعوا رؤوسهم للناس وانما أراد السمط بهذا الكلام خلاف معاوية بن يزيد فلما قتل مروان بن عبد الله ولوا عليهم أبا محمد السفياني وأرسلوا إلى سليمان بن هشام إنا آتوك فأقم بمكانك فأقام قال فتركوا عسكر سليمان ذات اليسار ومضوا إلى دمشق وبلغ سليمان مضيهم فخرج مغذا فلقيهم بالسليمانية مزرعة كانت لسليمان بن عبد الملك خلف عذراء من دمشق على أربعة عشر ميلا قال على قال عمرو بن مروان بن بشار والوليد بن علي قالا لما بلغ يزيد أمر أهل حمص دعا عبد العزيز بن الحجاج فوجهه في ثلاثة آلاف وأمره أن يثبت على ثنية العقاب ودعا هشام بن مصادف وجهه في ألف وخمسمائة وأمره أن يثبت على عقبة السلامة وأمرهم أن يمد بعضهم بعضا قال عمرو بن مروان فحدثني يزيد بن مصاد قال كنت في عسكر سليمان فلحقنا أهل حمص وقد نزلوا السليمانية فجعلوا الزيتون على أيمانهم والجبل على شمائلهم والجباب خلفهم وليس عليهم مأتى إلا من وجه واحد وقد نزلوا أول الليل فأراحوا دوابهم وخرجنا نسرى ليلتنا كلها حتى دفعنا إليهم فلما منع النهار واشتد الحر ودوابنا قد كلت وثقل علينا الحديد دنوت من مسرور بن الوليد فقلت له وسليمان يسمع كلامي أنشدك الله يا أبا سعيد أن يقدم الأمير جنده إلى القتال في هذه الحال فأقبل سليمان فقال يا غلام اصبر نفسك فوالله لا أنزل حتى يقضى الله بيني وبينهم ما هو
(٥٦٦)