ولا تكون هي تقاوم الطهارة الموجودة، لا تورث الإعادة والقضاء. وسيأتي زيادة توضيح حول مفاد الأصلين، ويظهر ما هو الأقوى في مفادهما المنتهي إلى القول بالإجزاء.
إيقاظ: حول إجزاء أصالة الصحة قد اشتهر بين أبناء العلم أن يقال: " بأن أصالة الصحة من الأصول العقلائية " (1) فهل يأتي الأجزاء إذا كانت أصلا ممضاة شرعا، أم لا؟
والذي هو التحقيق: أن المراد من " الأصل العقلائي " ليس أن العقلاء بناؤهم على ترتيب آثار الواقع على الشك، كما في الأصول الشرعية التأسيسية، بل المقصود أن هذا الأصل ليس مثل الأمارات في حجية مثبتاتها، بل هو أمارة حيثية، بمعنى أن الكاشفية فيها ليست تامة عندهم، وإن كانت بلحاظ الغلبة، وبلحاظ أن النسيان والسهو في التخلف عن إتيان القيود المعتبرة في المركب، خلاف الأصل.
فعلى هذا، هي أيضا أمارة على وجدان المركب المشكوك لما يعتبر فيه، ويترتب عليه آثار ذلك المركب، لا الآثار الاخر، فتندرج في زمرة الأمارات، وتكون في النتيجة مثلها، فلا تغفل عنها.
بحث وتحصيل: فيما تخيله الأعلام ورده قد عرفت: أن الأشهر بين أبناء العصر عدم الاجزاء (2)، وغاية ما يتخيلوه