- اذكرني عند ربك فلبث في السجن بضع سنين - عوقب بطول الحبس، والثالثة حيث قال - أيتها العير إنكم لسارقون - فاستقبل في وجهه - إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل - وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله (ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما) خازن الملك على طعامه، والآخر ساقيه على شرابه. وأخرج ابن جرير عنه في قوله (إني أراني أعصر خمرا) قال: عنبا. وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد (نبئنا بتأويله) قال:
عبارته. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله (إنا نراك من المحسنين) قال: كان إحسانه فيما ذكر لنا أنه كان يعزي حزينهم ويداوي مريضهم، ورأوا منه عبادة واجتهادا فأحبوه. وأخرج سعيد ابن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الشعب عن الضحاك قال: كان إحسانه أنه إذا مرض إنسان في السجن قام عليه، وإذا ضاق عليه المكان أوسع له، وإذا احتاج جمع له. وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال: دعا يوسف لأهل السجن فقال: اللهم لا تعم عليهم الأخبار وهون عليهم مر الأيام.
وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله (لا يأتيكما طعام) الآية قال:
كره العبارة لهما فأجابهما بغير جوابهما ليريهما أن عنده علما، وكان الملك إذا أراد قتل إنسان صنع له طعاما معلوما فأرسل به إليه، فقال يوسف (لا يأتيكما طعام ترزقانه) إلى قوله (يشكرون) فلم يدعه صاحبا الرؤيا حتى يعبر لهما، فكره العبارة فقال (يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون) إلى قوله (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) قال: فلم يدعاه فعبر لهما. وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة في قوله (ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس) قال: إن المؤمن ليشكر ما به من نعمة الله، ويشكر ما بالناس من نعم الله، ذكر لنا أن أبا الدرداء كان يقول:
يا رب شاكر نعمة غير منعم عليه لا يدري، ويا رب حامل فقه غير فقيه. وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة في قوله (أأرباب متفرقون) الآية قال: لما عرف يوسف أن أحدهما مقتول دعاهما إلى حظهما من ربهما وإلى نصيبهما من آخرتهما. وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج في قوله (ذلك الدين القيم) قال: العدل، فقال:
سورة يوسف الآية (41 42) هذا هو بيان ما طلباه منه من تعبير رؤياهما. والمراد بقوله (أما أحدكما) هو الساقي، وإنما أبهمه لكونه مفهوما أو لكراهة التصريح للخباز بأنه الذي سيصلب (فيسقى ربه خمرا) أي مالكه. وهى عهدته التي كان قائما بها في خدمة الملك، فكأنه قال: أما أنت أيها الساقي فستعود فلا إلى ما كنت عليه ويدعو بك الملك ويطلقك من الحبس (وأما الآخر) وهو الخباز (فيصلب فتأكل الطير من رأسه) تعبيرا لما رآه من أنه يحمل فوق رأسه خبزا فتأكل الطير منه (قضى الأمر الذي فيه تستفتيان) وهو ما رأياه وقصاه عليه، يقال استفتاه: إذا طلب منه بيان حكم شئ سأله عنه مما أشكل عليه، وهما قد سألاه تعبير ما أشكل عليهما من الرؤيا (وقال للذي ظن أنه ناج منهما) أي قال يوسف، والظان هو أيضا يوسف، والمراد بالظن العلم لأنه قد علم من الرؤيا نجاة الشرابي وهلاك الخباز، هكذا قال جمهور المفسرين - وقبل الظاهر على معناه، لأن عابر الرؤيا إنما يظن ظنا، والأول أولى وأنسب بحال