أتيت باب أبى جعفر عليه السلام مع أصحاب لنا لندخل فإذا ثمانية نفر كأنهم من أب وأم، عليهم ثياب زرابي وأقبية طاق (1) وعمائم صفر دخلوا فما احتبسوا حتى خرجوا، فقال لي: يا سعد رأيتهم؟ قلت: نعم جعلت فداك، قال: أولئك اخوانكم من الجن أتوا يستفتوننا في حلالهم وحرامهم كما تأتوننا وتستفتوننا في حلالكم وحرامكم.
16 - وعنه عن ابن سنان عن ابن مسكان عن سعد الإسكاف قال: طلبت الاذن على أبى جعفر عليه السلام فبعث إلى: لا تعجل فان عندي قوما من اخوانكم، فلم البث ان خرج على اثنا عشر رجلا يشبهون الزط، عليهم أقبية طبقين (2) وخفاف فسلموا ومروا فدخلت على أبى جعفر عليه السلام فقلت ما اعرف هؤلاء جعلت فداك الذين خرجوا من عندك؟
قال: هؤلاء قوم من اخوانكم.
17 - في تفسير علي بن إبراهيم في قوله تعالى " وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن " إلى قوله " أولئك في ضلال مبين " وكان سبب نزول هذه الآية ان رسول الله صلى الله عليه وآله خرج من مكة إلى سوق عكاظ ومعه زيد بن حارثة يدعو الناس إلى الاسلام، فلم يجبه أحد ولم يجد أحدا يقبله، ثم رجع إلى مكة فلما بلغ موضعا يقال له: وادى مجنة تهجد بالقرآن في جوف الليل، فمر به نفر من الجن فلما سمعوا قراءة رسول الله صلى الله عليه وآله " ولوا إلى قومهم منذرين * قالوا يا قومنا انا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى مصدقا مصدقا لما بين يديه يهدى إلى الحق والى صراط