وإن آثارهم لتتفاوت فيما بينها في الخلود والقبول، إذ الحظوظ تتفاوت في شتى النواحي، والانصباء تختلف في مختلف المراحل والشؤون، فترى من بين تلك الكتب والمؤلفات كتبا " حظيت بالنصيب الأوفر والكيل الأوفى من القبول، فتلقتها الأوساط العلمية بكل ولع وشعف، ورجالات العلم والدين بكل اكبار واعجاب، وتداولتها أندية العلم درسا " وتدريسا " وتدقيقا " وتحقيقا "، وتناولتها أيدي العلماء نقدا " ودفاعا " وشرحا " وتحشية. فكأن المولى (جل شأنه) قد طبعها بطابع القبول ووسمها بسمة الخلود، فلا تعرف الدثور والبلى ولا الدرس والعفاء، بل تزداد نضارة وجلالا وبهاء بمرور الدهور.
وأن في الطليعة من تلك الكتب كتابنا هذا الممثل للطبع (الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة) لمؤلفه الفقيه المحقق والمحدث المتتبع، الشيخ يوسف البحراني الدرازي، فقد طبقت شهرته الآفاق، وملأ دويه الأرجاء، ودوى رجعه في الخافقين، وراح صداه يرن في الأسماع ويصك المسامع ويأخذ بمجامع القلوب.
وناهيك به شهرة أن صار معرفا " لمؤلفه الشهير، فلم يكد شيخنا المحدث البحراني يعرف ويعرف ولا يذكر ويميز إلا بقولهم عنه " صاحب الحدائق " أما الكتاب فسيوافيك بحث ضاف عنه فيما نعقده (حول كتاب الحدائق) وأما مؤلفه فإليك شيئا " من ترجمته:
نسبه ومولده:
هو الفقيه العظيم والمحدث الكبير الشيخ يوسف نجل العلامة الكبير الحجة العلم الأوحد الشيخ أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن صالح بن أحمد بن عصفور بن أحمد بن عبد الحسين بن عطية بن شيبة الدرازي البحراني.
كان مولده بقرية (ما حوز) حيث كان قد هاجر شيخنا الأوحد الشيخ أحمد