الهمزة يقال جفا الوادي جفاء. قال الفراء: كل شئ ينضم بعضه إلى بعض فإنه يجئ على (فعال) مثل الحطام والقماش والغشاء والجفاء، فإذا أردت المصدر، فهو مقصور.
وقوله " رابيا " معناه زائدا، يقال ربا يربو ربا فهو راب. ومنه الربا المحرم.
وقوله " ومما توقدون عليه " اي ومن ذلك توقدون عليه زبد مثله، والايقاد القاء الحطب في النار أوقد ايقادا واستوقدت النار واتقدت وتوقدت.
وقوله " ابتغاء حلية " معناه طلب حلية من الذهب والفضة أو متاع يعني الصفر والحديد، والمتاع ما تمتعت به قال الشاعر:
تمتع يا مشعث إن شيئا * سبقت به الممات هو المتاع (1) " زبد مثله " يعني من الذي يوقد عليه زبد مثل زبد السيل، ومثل الشئ ما سد مسده، وقام مقامه، فيما يرجع إلى ذاته.
وقوله " كذلك يضرب الله الحق والباطل " اي يضرب المثل للحق والباطل، وضرب المثل تسييره في البلاد حتى يتمثل به الناس وقوله " قاما الزبد فيذهب جفاء " اخبار منه تعالى ان الزبد الذي يعلو على الماء والنار يذهب باطلا وهالكا، قال أبو عبيدة قال أبو عمرو، وتقول العرب أجفأت القدر إذا غلت فانصب زبدها، وسكنت فلا يبقى منه شئ والجفاء ممدود مثل الغثاء، واصله الهمز.
وقوله " واما ما ينفع الناس " من الماء الصافي، والذهب، والفضة، والحديد، والصفر " فيمكث في الأرض " اي يلبث ويثبت. والمكث الكون في المكان على مرور الزمان مكث يمكث مكثا وتمكث تمكثا والمكث طول المقام.
وقوله " كذلك يضرب الله الأمثال " اي يضرب الله مثل الحق والباطل بالماء الذي ينزل من السماء، وبجواهر الأرض، فإن لهما جميعا زبدا، هذا عند سيله